أقفز - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أقفز

بقلم/ سامر السمري

  نشر في 01 أكتوبر 2017 .

أن تولد انسان حالم؛ هذه ليست جريمة. أن تنثر الورود على سطح بحيرة، أن تركض تجاه قرص الشمس لحظة فتول عضلاته، ان تضع عنك اوزار كل يوم يرتحل مع الليل، أن تولد دون أن يكون لك يوم ميلاد واحد في العام، بل مع كل يومٍ يولد فيه نور الشمس على وطنك تولد معه.

الشمس لا تموت لأنها مستمرة في الحركة، وأنت تموت لأنك حين تُهزم تسقط، هزيمتك لا تعني موتك، هزيمتك تعني من الرجل الذي ستكونه بعد سقوطك، وإلى اي الإتجاهات ستوجه شراع المركب لتتابع...

هذا إذا لم يكن الموت إحدى رغباتك !

لأجل أن تعيش كالطائر. فعليك تعلّم أشياء؛ أولها: (الهجرة) عندما يسوء الطقس، هاجر دوما إن رغبت في البقاء على قيد السعادة. اجمع اغراضك التي تستحق ان تتحمل عناء حمل ثقلها على كاهلك وانت تشحذ قواك لتسعى نحو الحب، لا اعني الحب المتعارف عليه عند أكثر الرجال؛ أول ما يُذكر يخطر على بال الرجل أنه = امرأة!

الحب هنا أن تُقبل على الحياة بوجهٍ طلق، أن تبتسم بعينين لامعتين نحو جهة تفضلها، وتقطع المسافات سعيًا إليها بقدمين متعبتين من طول المسير، إنه الهدف المغمور تحت الاتربة، والذي ينتظرك لتنفض عنه الغبار الكثيف الذي كاد أن يضللك حتى لا تصل إليه، وعندما يكون العجز عن ايجاده سبيلك سيكون البؤس حليفك، والموت أول بند ستكتبه في قائمة رغباتك إن تغلب عليك اليأس في العثور عليه.

لماذا لا تراقص كل شئ يمر من امامك كالفراشات؟! الحياة لا تستقيم لأحد، فلماذا تظن دوما أنها ستستقيم لك. لا تأخذ الحياة بجدية مفرطة كما لو كنت تسابق الريح ! كن فيها كالفنان في المتحف، شاهد وتعلم وأسأل وعِش أينما وجدت لنفسك موضع قدم؛ فأقصر طريق يمكن أن يبلّغك هدفك، هو أن تحب.

تعلّم ان تبوح بالحب اينما وقعت عينك على جمال هذا يعني أن ذائقتك تعمل بإنتظام، أنظر ترا وتعرف، تبصر فتعي كل حواسك ما في العالم من جمال، تحيا بما تمنحها من رؤيا، لا تكن بخيلا بما يكفي حتى تبخل عليها بمشاهدة كل ما هو جميل، ولا تكن جاحدا حتى تجبرها على تذوق الالم بإسم أن الحياة كلها = وجع.

ان تقفز بطفولة لاستعادة ايامك الخوالي المبهجة تعني أنك لازلت صديق حميم للبراءة، وروحك تأبى أن تتخلى عن تلك النكهة التي تضفي على نضوجك علامات وسامة.

ارتجل .. انتفض.. كن ما لم تكونه من قبل؛ وعِش.


  • 5

  • Samer El-Semary
    صدر الحلم أنا، وكذلك واقعه، وأوله وأخره، أبحث عن كنوز انسانيتي في داخلي، قبل أن تجردني الدنيا من ثروتي، فأندم أشد الندم.
   نشر في 01 أكتوبر 2017 .

التعليقات

بسمة منذ 7 سنة
احببت لغتك التعبيرية .... دام قلمك ~
2
Samer El-Semary
يسعدني ان ينال حرفي لإشادة من البسمة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا