قد نعتقد للوهلة الأولى أن هناك في المجتمعات  وأقصد العالم الثالث  مصطلحات واقعية تصلح أن نطبقها قد نكون نسجنا دربـًا من دروب الخيال ، فمصطلح الرأي الأخر قد يكون معيبًا فى مجتمعنا وقد نعطى مثالًا واضحًا عن الاسرة وهي اللبنة الاولي في تأسيس المجتمع يكون فيه النظام الابوي هو الرأي المتسيد وأي أراء أخرى قد يكون أمراً غير مألوف وبالتالي فهو أمر معيب .

من يعتقد أن الاكثرية في أي مجتمع هل الاحق وهي صاحبة الرأي الصحيح فهو مخطئ ، لان المجتمع يبنى من خلال اراء الاكثرية وايضا الاقلية الذين يشاركون في بناء مجتمعهم فهم جزء لا يتجزأ منه وهم احد المكونات فى تشكيل هذا المجتمع

نحن بصدد الوجود في أزمة ثقة تبنى عن طريق إرسال إتهامات لمن يمتلك رأي غير الرأي الذي يحمله الاكثرية في كافة المجالات وكافة المواقف الانسانية

بناء المجتمعات يبدأ بقبول الاخر وتقبل كافة الاراء التى تعكس عن وجهة نظر أصحابها ، إذا أردت ان تبنى مجتمعا صحيحا وسوي عليك ان تقبل الرأي والرأي الاخر 

إعلم ان الاجابة الواحدة لسؤال يحتمل عدة تفسيرات يجعلك تعلم علم اليقين انك تحيط وتتواجد مع أناس ليسوا على جدارة بالثقة الممنوحة منك لهم ويتعاملون معك على أساس المصلحةوليس بكونهم شركاء فى بناء مجتمعك المحلى

إن من أهم المقاييس الأساسية لتقويم أي مجتمع، تشخيص حالة العلاقات الداخلية فيه، فسلامتها علامة على صحة المجتمع وإمكانية نهوضه، بينما اهتراؤها دلالة سوء وتخلف إن تحقق السلم الاجتماعي عامل أساسي لتوفير الأمن والاستقرار في المجتمع وهذا ينشأ من خلال مزيد من الثقة مزيد من حالات الحوار الصحي بالمجتمع سواء على مستوى الاسرة او على مستوى المجتمع

إن صافرات الانذار تضرب مجتمعنا العربي والافريقي والمصري منذ زمن تسييد الرأي وان هناك رأي واحد فقط لا يكون معه ابدأ تقدم بل تراجع ورجعية وعودة إلى الوراء

ولنتذكر مقولة ابن خلدون " إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق" حيث علينا أن نتعلم من التاريخ وأن لا نكرر أخطاء الماضي بل نبحث ونحقق في تاريخنا وأن لا نجعله منسوخًا فقط ولا نجعل الماضي حاضراً والحاضر مستقبلًا