سعادة لم تكتمل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سعادة لم تكتمل

  نشر في 04 يوليوز 2023 .


هي مفهوم السعادة التي لم تكتمل يوماً، تقول دوماً أنها بلا حظ، وأنا مع رأيها هذا عن نفسها، تقف عند حافة السعادة ولا تنالها، ورغم عدم إيماني بمثل تلك الأشياء الغير منطقية، ولكن لا مفر من قول أنها على حق، فلا مجال للإنكار بأنها ليست فقط سيئة الحظ بل عديمته.

ها قد أتى فصل المطر بحنينه المفرط، تقف في الشرفة مستمتعة بالمطر كالأطفال، وفي الخلفية يأتي صوت فيروز من الداخل، ورائحة القهوة تمتزج برائحة المطر والرمال المبتلة، فليس هناك أجواء أفضل من تلك لترمم قلبها المفطور، ورغم ذلك كان مايزال الألم يفصح عن وجوده كلما تنفست.

توقف المطر، فعادت للداخل تحاول الاختباء في عالمها الصغير التي صنعته لتشفى، أمسكت كتابها، كم تحب هذا الكتاب الذي أهداه هو لها، لازالت تتذكر كم فرحت عندما أعطاها إياه، وابتسامته على شفتيه، فكانت تبحث عنه منذ شهوراً بلا جدوى، فلم يهدأ حتى أتى به إليها.

تسقط دمعة على خدها بدون إذن، فتمسحها بكفها وتبتسم، وتقول محدثة نفسها: مازلت هنا_مشيرة لقلبها_ ولن ترحل عني مهما حييت.

(يظهر هو أمامها فجأة)

- ها قد أتيت، لما تأخرت كل هذا الوقت.

_ لم أتأخر، أنت فقط من استعجلتي رجوعي كما تفعلين دوماً.

(ترد والخجل يداعب وجنتيها، فهو على حق تماماً)

-حسناً، حسناً، اذهب لتغسل يديك حتى أضع الطعام على الطاولة، لقد حضرت لك اليوم شيئاً تحبه.

(بفرحة)

_ما هو؟

- لن أقول لك، إنها مفاجأة.

يقترب منها ويقبلها على جبهتها، ثم يتجه للحمام لغسل يديه.

ليتركها في هيامها، تبتسم وقلبها يخفق، فهو حظها الجيد من الحياة، التي عاندتها كثيراً حتى تعطيه لها، فلم تتمن أكثر من أن تكون بجانبه حتى النهاية، وما بعد النهاية.

حضرت مائدة الطعام بكل ما يحب، وزينتها بالشموع، ثم جلست تنتظره، ولكنه بدأ يتأخر، فنادت عليه، فلم يجب، فعادت تنادي نداء متواصلا، ولكن بلا رد.

ذهبت لتطمئن عليه، وقلبها يرتجف قلقاً، فلم تجده.

صارت تفتش في كل ركن في المنزل، ولكن بلا جدوى.

أين هو؟

لم يترك المنزل هي متأكدة، ولو كان قد فعل لكانت رأته، فمائدة الطعام قرب الباب.

كاد قلبها يقف من القلق والحيرة، فأمسكت هاتفها بيدين مرتعشتين، وعقلها لا يكف عن بث الاحتمالات المرعبة، اختارت إسمه، ثم إتصال.

هذا الرقم ربما يكون مغلقاً أو غير متاح.

بدأت البحث عن اسم صديقه عبد الله.

-ها هو ربما يعرف أين هو.

إتصال

(يرد عبد الله متردداً)

_السلام عليكم .

- وعليكم السلام، هل محمد معك، أنا زوجته.

(بتردد)

_لا.

-شكراً لك، وأسفة على إزعاجك.

وتغلق الخط.

(صديقه)

_يالها من مسكينة.

(يتساءل صديق بجانبه)

-من؟

_إنها خطيبة محمد عادل رحمه الله، لازالت تعتقد أنه مازال حياً، وأنهما تزوجا، رغم رحيله منذ أربع سنوات، ودائماً ما تتصل بي لتسألني عليه، ولا أجد ما أقوله سوى أني لم آره.

-يالها من مسكينة، ولما لم يساعدها أحد من ذويها على تجاوز هذا؟

_لم تكن لديها أحداً غيره، فأهلها لا يفرق معهم وجودها من عدمه.

يقولون أنها تعيش معه حياة كاملة في بيتها، وأنها مازالت تحتفظ بفستان زفافها عله يعود، فعندما تفق مما هي فيه، تظل تائهة لا تأكل ولا تشرب، فحدث مرتان أن فقدت وعيها، وانقذت من جانب حارس العقار بالمصادفة، فهي لازالت لا تصدق، وتوهم نفسها أحياناً بأنه سافر، وتظل على تلك الحالة، حتى يعاود الظهور في حياتها في خيالها، فتعود مرة أخرى للحياة.

(في الجهة الأخرى)

كانت هي في حالة صدمة تامة.

هل تعلمون شيئاً، أتمنى لها أن تشفى يوماً، فهي لا تستحق كل هذا الألم والشقاء، فلم تلق في حياتها غير كل ما هو سئ ومؤلم.

يقولون من الحب ما قتل، ولكن في هذه الحالة عله كان موتاً، فالموت أهون.

https://www.facebook.com/yasmin.mohamed.5203?mibextid=ZbWKwL



   نشر في 04 يوليوز 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا