الوصولية والإنتهازية والسيكوباتية.. ملامحها النفسية وتأثيراتها التدميرية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الوصولية والإنتهازية والسيكوباتية.. ملامحها النفسية وتأثيراتها التدميرية

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 07 ماي 2023 .

الوصولية والانتهازية والسيكوباتية..

ملامحها النفسية وتأثيراتها التدميرية..

لا يستطيع يراعك أن يتخطى الحالات الغريبة لشخصيات بشرية تعد حالاتهم ظاهرة غريبة بالمجتمعات الإنسانية، شخصيات مزدوجة؛ بل تختلط بها السمات النفسية والمزاجية لشخصيات مختلفة، حتى تخالها كتلة من خليط عجيب في غالب الأمر مثيرة بعجائبيتها لدرجة الاشمئزاز، يتهرب منها المحيطون طلبا للسلامة، ويبحثون عن وسائل تبعدهم عن محيطهم، لأن من الصعب التخلص منهم، من سوء أعمالهم وتصرفاتهم التي تضغط على الطرف العصبي فيهم حتى تثير الحنق فيهم وتخرجهم عن طورهم.

هناك منهم من شغفه بالارتقاء يجعله إنسان متقلب المزاج، يخلط الحقيقي بالمزيف ويكثر من التزييف ليحصل على منافع يترصدها بباله، يمازج الألوان على بعضها لتصير لونا نشازا لا يتقبله عقل ناضج، يميل ليجعل حياته يتحوطها الغموض من خلال ادعاء ملامح مبهمة غير واضحة المعالم للعيان، فيتمثل قصص غير حقيقية عن أسرته وأفرادها وأصدقائه ومعارفه، ذكاءه محصور بين ما يمور في دماغه من خطط وأحاييل، وعقله في عمل مستمر لا يهدأ، ليس ليسعد نفسه ويحسن مستوى حياته بالجهد الطيب والرزق الحلال والارتقاء الشريف، إنما يبحث عن وسائل وألاعيب تمكنه من عمليات النصب والاحتيال بهدف الاستغلال، الغريب أن أحاييله تجعله شخصا مهتما بمظهره الخارجي لزوم اللعبة في زرع القناعات، مستعدا لدراسة طبائع الناس ليعرف الأبواب المناسبة للعبور منها إليهم، ثم الانقلاب عليهم في الوقت المناسب لينال مراده في المنافع.

فالانتهازي يدَّعي غير ما يبطن، ويبطن غير ما يُكاشف، يسعى للتداري خلف قدر كبير من الكذب والتمثيل، مُستخدما أساليب من الغموض لا ترقى للحقيقة، فيخال لك الكذب صدقا، والنوايا خالصة العفة، طريقته بالغش محكمة لكنها لا تخفى عن الأذكياء، يغشك في مواقف معينة مستخدما جملة من الأكاذيب وهو يمنح وجهه ملامح الجدية والبراءة، مستخدما العبارات الترويجية اللطيفة والمقنعة لإعطائك عنه فكرة ايجابية لينال إعجابك، لكن لأن طبيعته الحقيقية غالبة، سرعان ما يسقط عنه قناعه المزيف، فتكشف الزيف في مواقف أخرى لكثرتها وغرابتها تصيبك بالصدمة، فيقلب لك ميزان مزاجك بالاتجاه المعاكس تماما، يخرجك عن طوعك المألوف إلى العصبية،

خلال عملية محاولاتك احتمال ما يخرج عن تلك الشخصية من مواقف وعبارات مؤذية، ونقد جارح، تجد نفسك تدريجيا فاقدا للاحتمال حتى تصل الذروة، حين لا تجد وسيلة ناجحة لتعديله، أو لايقاف زيفه وكذبه وألاعيبه ونكرانه للجميل، وادعاءاته الباطلة، وأذيته النقدية للناس، واحتياله عليهم لانتزاع مصالح خاصة بصورة تصل للوقاحة، وتحملك لشدة سوء تصرفاته، لأن تفقد السيطرة على أعصابك، يصل بك التوتر إلى درجة لجوئك لاتخاذ مواقف عصبية معه.

شخصية مزدوجة تتحدى ظروفها وحظها العاثر من الحياة، مستخدمة كل وسائل الاستغلال والكذب، تخالها تعيش الصراع الداخلي بين أن تكون أو لا تكون، بين أناه والآخر، لهذا يبدو صاحب هذه الشخصية إنسانا مستغلا للمواقف والأحداث، سرعان ما يقفز فوق الجميع إذا ما واتته الفرصة للانتهاز، فحين يشعر أن الموانع والعقبات والحواجز ممكن القفز من فوقها إلى أهدافه لأي سبب، سرعان ما يباغتك بالقفز من فوقها برشاقة غير اعتيادية، حتى لو داس بأرجله على من هم من أصحاب الاستحقاق، حتى من يدَّعي أنهم أصدقاؤه المقربين، فلا صداقة ولا وفاء في مفهومه، ليس من قيم ترتفع بعد مصالحه هو.

مثل هؤلاء يمارسون الكذب ليداروا سوءة حقيقتهم وما هم عليه بالحقيقة، يتزلفون بصورة جريئة غير هيابين من مواقف الإحراج حين انكشاف أمرهم، فهذا الصنف من البشر في أغلبهم فاقدي الإحساس والكرامة، سريعي التلون كالحرباء، يمارسون التموية متخذين لون البيئة المتواجدين بها، يحسب الواحد منهم نفسه عبقريا في سرعته باتخاذ مواقف الاستغلال، تلك التي تناسب الحالة والوضع الذي هو موجود فيه، فما أن يجد أن كذبة وتمثيله قد نجح بايهام هؤلاء الناس بحقيقته، يسيطر عليه شعور بأنه حقق حالة خطف الأبصار، وأن تأثيره دخل لعقولهم وأفهامهم فصدقوه، خاصة من أولئك الذين يتعرفونه للمرة الأولى قبل أن تتكشف لهم حقيقته، فإنه يتحول إلى حالة التطفل واختراق الخصوصيات بجرأة ووقاحة تنم على أنه لا يعرف أنه شخص متطفل، يساعده بذلك جرأته التي تصل حدود الوقاحة، فمهما مارس من تمثيل فلن يستطيع أن يستمر فيه لمدة طويلة، سرعان ما ستطفو حقيقته على السطح وتنكشف فيه طبيعته المريضة، لأن طبيعته الغالبة سرعان ما ستظهر بوضوح في دائرة قوية من الضوء، للأسف في الغالب تأتي متأخرة بعد أن يوقعه حظه العاثر بشبكة هذا الاستغلالي المنتهز.

فصاحب هذه الشخصية الغرائبية يمارس مواقف مؤذية وجارحة للآخرين، ليس يفلت من أذاه أحد مهما علا قدره وتميز بأدائه، فغيرته تجعله مترصدا الناجح والفاشل على حد سواء، يتقرب لأهل المناصب بقصد المنفعة لا غير، فإن فقدوا مواقعهم غاب تقديره لهم، وحين تنكشف حقيقته ويقابلونه برد فعل غاضب أو متجاهل، تنقلب مواقفه بشكل ينم عن حالته النفسية المريضة، فتراه ينقلب إلى ملاطفتهم وقد يأخذهم بالأحضان ويقبل رؤوسهم ترضية لهم في حال كان له معهم بقايا مصالح، جاعلاً من موقف الخلاف مجرد مزاح من قبيل التحبب ورفع الكلفة، لكن شخصيته من النوع الذي تصدر عنه مواقف سوء كثيرة تطغى على كل صفات الايجاب فيه، تلك التي أثارت الإعجاب به في بداية الأمر.

اما فيما يصدر منه من إساءة في غياب أصحاب الأمر، فإنه سرعان ما ينكر ويستخدم أسلوب المداهنة حين العتاب، فيوقف الآخر الجدال اختصارا حين يجد أن المواجهة لا جدوى منها حين يكتشف أن الشخص ممن لا كرامة له ولا عزة نفس، وأنه كاذب وممثل وقح، غير أن احتمال الإنكار الكاذب والتزلف تجعله مشلول حين المواجهة، مما يجعل مثل هؤلاء الانتهازيين شخصيات نرجسية غير مريحة، مسببة للتوتر، مثيرة للخلافات، مفقدة لهدوء الأعصاب، تفقدك القدرة على الاحتمال مهما كانت شخصيتك قوية ومهما تفردت في قدرتك على تملك زمام العصبية والثورة،

فالانتهازي بالغالب هي شخصية نرجسية مُحب لذاته يؤثرها على حساب مصالح الآخر، ومختلف المواقف في المواجهة في حال الحضور والغياب، لا يؤتمن له جانب، مع شغفه بإشغال الآخرين به وحده حتى لو كان هذا الاشغال على حساب مصالحهم.

في الغالب عجائبية شخصيته تبدد هدوء الحليم وتخرجه عن حكمته وحلمه، لاحتمال الموقف الصادر عن الإنتهازي، تمنعه التغاضي عن سفاسف الأمور.

كثيرة هي المشاكل التي تصدر عن الاستغلاليين وتصرفاتهم الاحتيالية، تضغط على الأعصاب وتثير الحنق والثورة، يمقتها الغالبية من الناس، لأن في داخلهم نزعة شريرة للأذى تطفو على سطح نفوسهم في الظروف العصبية التي تحرك الانفعالات، هم شخصيات تختلط فيهم مواصفات عدة لشخصيات مختلفة تمارس التملق والمداهنة والتزلف، وبنفس الوقت يتوسلون الاهتمام والبروز لتراهم كل العيون، هم مهوسين بحب الظهور وإن أنكروا ذلك فتصرفاتهم الواضحة تثقب العيون، وتظن فيه الظنون لأن تحقق لهم مكاسب الشهرة.

في الحقيقة الانتهازيون يدخلون عالمنا كأشخاص لطيفون طيبون، يرغبون دعمنا ومساعدتنا، ويمنحونا النصح ليشعرونا بأنهم أصدقاء أمينون، يريدون مصلحة العمل الذي يخصنا، يتحركون باجتهاد من باب استعراض القدرات، مجرد حركة لولبية لا تنجز شيئا، لأنهم في حقيقة الأمر لا يتقنون العمل فيلجأون نحو التنظير ثم الاستعراض، لكن رغبتهم بالاستغلال مخبوءة داخلهم، فيظلون على أهبة الاستعداد يترصدون الفرصة المناسبة للانقضاض على الفريسة، وغرس أنيابهم بالضحية، حين يحين وقت انجاز الانتهاز.

الحقيقة التي لا يمكن أن تغيب؛ أنَّ أعماقهم يتردى بها الإحساس بالنقص المزدوج، يشعرون بهذا وحدهم بشكل منفصل عن الآخرين، لأنهم يبحثون عن الفرصة والمكانة التي تمنحهم طريقا آمناً للظهور والشهرة والتربح المادي، فيدعي جهد غيره لنفسه مستعرضا قصة خاصة مشحونة بالأكاذيب، لأن حالة من النشاط تنتابه لأن يتحرك أمام العيون موهما الجميع بأنه وراء العمل جميعه وأنه صاحب النجاح، وصاحب الفضل الأكبر بما يعرض أمامهم، وهو من الخبث بحيث يلجأ إلى أن يورطك في مسائل غير متوقعة مخيبة للآمال من باب لعبة الخبث التي بداخله، هو بخبثه العجيب وشخصيته الحقودة مستعد أن يلعب أحقر الألعاب من أجل أن يشبع شيئا في نفسه المريضة، غير مهتم برأي الآخرين عنه لأنه بليد بلا إحساس، خالي تماما من الكرامة.

وقد يكون شخص بلا مؤهلات، يتبوأ مواقع أهل الفضل من خلال التسلق على أكتاف الناجحين والمتعلمين، وخطف الفرص المتاحة، لأنه في طبعه وصولي لا يُضيِّع فرصاً للاستغلال، ولا تفوته خطة لممارستها تعكس حبه للظهور، ولعب دور تمثيلي واضح، طلبا للكسب المادي إن توفر وللمكاسب الشخصية الأنية وتلك المتأخرة من خلال الالتفاف على القيم والمبادئ وسحقها بالأقدام، والتلاعب بالشعارات وقلب اتجاه مكاسبها نحوه، مما يجعل هؤلاءالانتهازيين عقبة كأداء في وجه التقدم بإغلاقهم طريق مسيرة التقدم.

ففئة الوصوليون هي من أخطر الفئات الانتهازية استغلالا واستعلاءاً كاذباً، باتت كالمرض العضال يأكل العافية حتى تذوب وتصل الموت البطيء، ينخر بأوصال المجتمع ويفتت أساساته لينهار البناء الاجتماعي على من فيه، جهلاء لا ينفعون للأشغال البسيطة، لهذا يلجأون بالقفز إلى الأماكن الأكبر من قدراتهم.

في كل مكان وزمان يتواجد مثل هؤلاء الانتهازيون كالورم الخبيث في جسد المجتمعات، يستعرضون عضلات زيفهم بوقاحة عجيبة، لا الخوف من انكشاف حقيقتهم يرهبهم ولا تعطيل المسيرة السائرة يردعهم، فقد فقدوا كل إحساس وكل مصداقية، مات الضمير فيهم ورحلت جنازته للبعيد، فمات بهم الإحساس والكرامة، ففي زمن المصالح الذاتية ضاعت المقاييس والمعايير الأخلاقية، فتهلهل الداخل فيهم وفقدوا تماسكه فتشوه شكله.

إنّ ضيق أفق الانتهازيين الاستغلاليين يجعلهم يرتكبون أخطاءهم بشكل ظاهر غير مدارى، رغم محاولتهم المستميتة لاخفاء حقيقتهم المتدارية، فيتسببون بفشل مشاريع مهمة وكبيرة على صعيد النظرية والتطبيق، فيسقطونها في هوة سحيقة من التبديد تضيع معها معالم خارطة الطريق للنجاح والتفوق.

إن شخصية الانتهازي من أصعب الشخصيات التي يتناولها الدارسون بالبحث والتنقيب في دراساتهم، من خلال دراسة أنماط حياة الاستغلاليين الوقحين والانخراط بتحليل شخصياتهم من خلال أساليب معيشتهم منذ الطفولة إلى سن الشباب إلى النضوج الكلي، من خلال ممارساته وأساليبه، لكونها شخصية معقدة تدعي ما ليس فيها، وتبتدع خطط تجتهد بتطبيقها، هم كالزئبق ينسلون من بين الأنامل، لا تستطيع الامساك بهم لكثرة استخدامهم مواد التمويه، يتحركون لولبيا ليتملصوا من السقطات، تقلّب مواقفهم يجعلهم شخصيات زلقة يصعب الاحتفاظ بهم.

شخصية الانتهازيين تختلف من شخص لآخر، يختلف فيهم حجم الزيف وحجم الأنانية، هناك منهم المحترف المنحرف، وهناك منهم المحدود الذكاء الكثير السقطات المنكشف بسرعة أقرب، وهناك الشديد الذكاء الذي يسقط نفسه في بحيرة آسنة من الأكاذيب التي تكون لشدة أسنها ملوثة بكل السوء.

لكنهم جميعا يجتمعون في صفات رئيسية يحددها العلم بسمات، كما يمكنه تحديد الحالات الأصعب من في هذه الخاصية، والتي أطلق عليها علماء الغرب بالسكوباتية، وتعني إدمان الإيذاء النفسي للآخرين، والامعان بإهانتهم، والتقليل من شأنهم، وتعطيل مشاريعهم أو الإضرار بها لبيان قصورهم والتقليل من قدراتهم.

فالسيكوباتي يوصف بالشخص الخبيث اللئيم، كونه مدمن أذى بالمعنى الحرفي، من مهماته الأساسية التلذذ بإهانة من حوله، وسلب طاقتهم الايجابية، وارباك مشاعرهم العاطفية، وهم مهووسون بالانتهازية بكل شيء، بما فيها الاستغلال العاطفي مع الجنس الآخر ليس لغاية شريفة ، وإنما لربطهم بأمل زائف لا مصداقية فيه يتعمد تعطيل حياتهم لفقد فرصهم الجيدة بالحياة، فسلوكه معادي بتعمده إثارة البلبلة والنزاعات، وخلق الجدالات العقيمة حول الأمور التافهة، وصيد أخطاء الزملاء وانتقادهم لهدف إحراجهم، فقط لإثارة الصراعات وحرق الأعصاب، والتشكيك بالقدرات، يجيد التمثيل إلى قدر كبير، ومن لا يفوته تمثيله وينظر إليه بشك يكرهه ويحاول تشويه شخصيته، يبالغ بسرد الأكاذيب لدرجة أن ينسى نفسه ويغرق بالمبالغة غير المنطقية مما يعرضه للاستهزاء ممن حوله فيشتعل فيه الغيط ويبحث عن وسائل شيطانية للانتقام، وعن تأليف القصص المستوحاة من خياله، ليتلاعب بأفكار الآخرين وقلب موازينهم العاطفية.

من الملفت للنظر أن صاحب الشخصية السيكوباتية هو من النوع المفرغ لطاقاته من خلال أذية مشاعر الآخرين، ولهذا قلما يصاب بالأمراض الصحية، وهو ليس بمريض عقلي، إلا أن معاملاته وسلوكه تعد الأخطر والأشد شراسة وسوء من المرضى العقليين، لأن طبيعتهم العدائية تجعلهم غير محسوبي رد الأفعال.

يتمحور اهتمام السيكوباتي حول نفسه، لا يتقبل اللوم من أحد مهما عظمت أخطاءه، عنيد يرفض الأوامر، دائم الاعتراض على كل شي، متنكر للمعروف، غير أمين، كثير الانتقاد فلا يسلم منه حتى من هم على شاكلته، مراوغ من الدرجة الأولى حين انكشاف كذبه ومكائده، بمواجهته لا يبدي انفعالاً، ولا تعكس ملامحه أي رد فعل، لكنه سريعا ما يلجأ للمراوغة والتملص، وأسهل الأمور عليه ألا يرد على الاتصال على هاتفه تهربا من المواجهة.

سريع الملل، يحب أن ينصب الاهتمام به وحده، يغار بقوة، يرغب دوما بتوفر الإثارة، لهذا يحب أن يكون بين الأخرين ويكون مركز اهتمام، إنما على طريقته هو لا غير، حنون أحياناً، لكنه سريعا ما يحمل صفة الكراهية لمن لا يطاوعوه ولا يرضخون لإرادته، مندفع بتصرفاته، ، يتصيد أخطاء الآخرين، يقدم للآخرين مشاعر زائفة ومروياته من مؤلفاته الكذوبة، يتلذذ بتحطيم معنويات الآخرين، يطعن بمن حوله دون أن يتأثر، لا يتفاجأ ولا يرتبك ولا ينحرج حتى أنه في بعض الأحيان يكون وقحا متطاولا،

لا يُستأمن جانب السيكوباتي، فقد يكون وهو يضحك معك يرتب مؤامرة ضدك، أو ضربك غدراً في مقتل نفسي، وقد يستغلك لأغراض لصالح مصالحه فيتلذذ كونه نجح بمغافلتك واستغلالك، خبيث ماكر متلاعب، صياد مواقف، فكل تودد يأتي من طرفه عليك أن تتوقع أن يكون وراء الأمر شيء خطير، لا تدخل معه في صدام فإن الغدر بطبعه، غالبا ما يستغل فئة الطيبين ليمتص دمائهم، لا يهتم ولا يرضخ لأي عقوبة رادعة، وفي حال جوبه بما ارتكبه وتم محاصرته وكشفه، يدعي الندم تظاهراً، وقد يعتذر لكنه لا يمتنع عن إعادة نفس التصرف.

في الواقع هو غير مستأمن على أي مسؤولية، فكل تودد يقوم به السيكوباتي له من ورائه غاية، وعلى هذ وجب أخذ الحذر منه، وهي الطريقة الآمنة التي يجب معاملته بها لأخذ غاية الحذر .

وهو شخص مزاجي بقوة، في طبعه يعشق الهزل لأنه يتدارى به ليحتمل تصرفاته الآخرون، والمزاجي لا يمكن التنبوء بتصرفاته، لأنه متغير المزاج تبعاً للحالة النفسية التي يكون عليها، والشخص السيكوباتي في أكثر حالاته تسيطر عليه المزاجية، وتقلبات المواقف إلى درجة التناقض، شكل من التصرف ينتقده بشدة حين يتعلق بالآخرين ويراه جيدا حين يمارسه هو.

وفي الختام فإن التعامل مع الشخص السيكوباتي والانتهازي والوصولي والمزاجي والمتقلب والخبيث يحتاج لاستشارة طبية من طبيب نفسي مختص، لأن تصرفاته غير مسيطر عليها كونها سريعة التقلب ومضرة، قد يكون لها رد فعل خطير.



  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 07 ماي 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا