تدور أحداث هذه القصة حول شاب في مرحلة المراهقة ، تبدأ أحداث القصة عند دخوله المسجد في أحد الأيام لأداء صلاة العشاء في الحي الشعبي الذي يقطنه الكثير من العمالة ، حيث دخل للمسجد قبل إقامة الصلاة وصلى ركعتين بكل طمأنينة وسكينة ، وبعد أن انتهى من صلاته وإذا بالمؤذن يقيم الصلاة، وقُدِّر أن الإمام لم يحضر في ذلك اليوم ، فنظر المؤذن يمنة ويسرة لعلَّ أحد الحضور يتقدم للإمامة، وقد كان الحضور بين عامل مهتريء الملابس يتصبب عرقا وبين عجوز لا يقوى على الوقوف، فأطرق المؤذن النظر إلي وجعل يتفحص وجهي ويشمني، ثم أشار إلي أن أتقدم للإمامة، عند ذلك بدأت ضربات قلبي تعدو وفرائسي ترتعد، فحاولت أن أقنعه بأن لا يغتر بهيئتي التي توحي بأني رجل في منتصف العمر، فما كان منه إلا أن دفعني إلى المحراب، وحينئذ استسلمت للأمر الواقع وتشجعت وكبرت وبدأت في قراءة الفاتحة وبدأ معها الإهتزاز بين زوايا المحراب رهبة من الموقف، حتى أنه من ينظر إلي يظن أني أمارس الرقص، ثم ما لبث أن بدأ صوتي يتلاشى وصرت أنطق حروفا شبه صامتة، وبدأ الارتباك وبدأت في مكس من القراءات أخلط فيه بين سورة الفاتحة والبقرة، رغم أني أحفظ خمسة أجزاء، وما إن انتهيت من سورة الفاتحة -بعد الإستعانة بالجمهور-، حتى شرعت في قراءة سورة الكوثر التي أيضا لم أسلم من الغلط فيها، وتعالت أصوات العمال لتصحيح تلاوتي، وأحسست أن جميع من في المسجد يردُّ علي قراءتي، فمرة أسمع صوت مصري ومرة أسمع صوت بنغالي وخليط من أصوات الهنود والأفغان، وبعد أن انهيت القراءة والركوع بعد جهد جهيد، هويت إلى السجود وأطلته لألتقط أنفاسي، وفي أثناء هذه الاستراحة تبادر لذهني فكرة شيطانية وهي أن أترك المصلين مستغلا سجودهم، فلم أتردد في ذلك فوليت هاربا من المحراب تاركا المصلين يغطُّون في سجودهم خاشعين غافلين عما يدبِّره إمامهم، وأثناء خروجي من المحراب وقفزي بين الصفوف تصادفت مع أحد المصلين يدخل إلى المسجد فشاهدني وقد خرجت من المحراب، وقد كان هذا الرجل ضخم الجثة، حاد الملامح، معروف في الحي بحبه للشجار وافتعال المشاكل، فأسرع نحوي يريد اللحاق بي فاستخدمت مهارتي في المرواغة، حيث أني لاعب كرة محترف ، فموَّهت عليه وهربت من تحت ذراعه بعد أن سدد لي لكمة خطافية أحسست معها أن صاعقة ضربت وجهي، وبعد خروجي مترنحا حافي القدمين، سمعت أصوات متداخلة عبر مكبرات الصوت الخارجية أن الإمام الخبيث هرب من المحراب.