في أحيان كثيرة يبلغ بنا الحزن حد الصمت , حد المشاهدة من بعيد وترك الدمع يسقي الخد الذابل .. نصمت لأن العتاب أرقى من أن نوجهه والكلام أغلى من أن نهدره ,نصمت لنتمكن من سماع انكسارنا بروية وبدون ازعاج من أحد ,نصمت لأن الألم بلغ أقصاه ولأن الثورة التي بداخلنا أكبر من أن تشرحها الكلمات والعبرات ,نلجأ الى الصمت لأنه دواء الجراح العميقة.. ولأني أؤمن بأن لحظات الحزن قصيرة ننساها ونصفح عن كآبتها التي حاولت تلويث قلوبنا لا أكتب عنها ,لا أدونها وأكتفي بممحاة الزمن بأن تزيلها كلها من ذاكرتي .. إن من يجعلوننا حزينين منكسرين هم نفسهم من نسمح لهم بأن يجعلوننا سعيدين متأملين ,نتق فيهم ويكسروننا وعندما يتماثل الجرح بالشفاء ,يعيدون الكرَّة ويألموننا ..وهكذا تستمر الحياة بين بهجة ترسم على الشفة بسمة وذكرى خالدة وانكسار يلتئم مع الزمن ,بين تأملات وآمال عظيمة ودروس وعبر موجعة .. الحياة تقلبات سقطات وعثرات وأخرى نجاحات .. حياة لا تستمر كما ألفناها وأشخاص يتغيرون كما الفصول , وإلى أن نبلغ الدرس الأخير في حياتنا نرحل في صمت لنترك كل شيئ ورائنا ...
-
مينة بوتكيوتأُسطرُ بِقَلَمي مايَعجزُ لساني عَن قوله أَحيانا ,يترنٌَحُ يُمنَة وَ يُسرةً ليجدِدَ الولاءَ لوَرَقَة آلمها النسيَان ,يحاوِل أن يُشارِكَها أحزانَه وأفراحَه , أقِفُ وسطهُم لأبحث عن من أناَ ؟ أكتب وقلمي بينَ يَديٌَ ,أكتُبٌ ...