"عِشْتُ ظِلِّيْ"
"ألَيْسَ مِنَ الْجَمَالِ أَنْ نَكُونَ أحْيَاء . . فَقَط أَحْيَاء"
نشر في 17 يونيو 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
تَمْرُّ عَلَى الْإِنْسَانِ لَحَظَاتٌ بَجِدُ نَفْسَهُ يَحْتَاجُ إلَى أَنْ يَكْتُبَ..أنْ يُفَرِّغَ طَاقَاتٍ هَائِلَةٍ دَاخِلَه فِي وَرَقَةٍ بَيْضَاء لِيُحَوِّلُهَا إلَى سَوْدَاء مُخَطَّطَة .
يَحْتَاجُ أَنْ يُجِيبَ عَلَى أَسْئِلَةٍ تَصْخَبُ دَاخِلَه عَلَى مَدَى حَيَاتِه ، وَقَدْ تَكُونُ أَسْئِلَةً تُؤَرِّقُه فِي لَحَظَاتٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ يَوْمِهِ .
يَشْعِرُ أَنَّهُ يَحْتَاجُ أَنْ يَكْتُبَ ليقترب مِنْ رُوحِهِ . . ليقترب مِنْ رَوْحِ الْعَالِم .
الْحَيَاةُ ، قَدْ تَكُونُ بِخَيْلِة جِدًّا ، قَد تَجْعَلْنَا نَمْضِي أَيَّامَاً وَرُبَّمَا سِنِينَاً فَارِغَيْنَ أَوْ مُفَرَّغِينَ مِن ذَوَاتِنَا . . لَا نَشْعُرُ بِشَيْء ، كَجَبَلٍ جَلِيدِيٍ مُتَجَمِّدٌ يَتَكَتَّلُ عَلَى نَفْسِهِ لِيُصْبِحَ قِطْعَةً وَاحِدَةً صَلْبَة . . يَبَاسٌ وَجُمُودٌ . . مُنْغَلِقٌ عَلَى نَفْسِهِ وَكَأَنَّهُ فَقَدَ رُوحَهُ فَأَصْبَحَ جَسَدَاً لَه خُوَارٌ لَا حَيَاةَ فِيهِ .
وَبِالْمُقَابِلْ ، فِي لَحَظَاتٍ أُخْرَى يَشْعُرُ بِالْحَاجَةِ لِفَتْحِ يَدَيْه لِلدُّنْيَا ، يَحْتَاجُُ إلَى إذَابَة قَلِيلَاً مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ الْجَلٓيدِيَّ الْمُتَرَاكِمُ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ ، وَمَا أنْ يَنْهَارُ ذَلِكَ الْجَبَلُ الْجَلِيدِيُّ حَتَّى تَتَجَلَّى لَهُ طَرِيقَاً وَآفَاقَاً وَاسِعَةً فَتُعِيدَهُ إلَى فَرَاغِهِ فَيُشْعِرَ أَنَّهُ يَمْتَلِكُ مَالَا طَاقَةَ لَهُ عَلَى امْتِلاكِه ! !
تَضِيِقُ أمَامَهُ الدُّرُوِبِ ، وَالْكَلِمَاتُ تَتَحَشْرَجُ فِي حُنْجَرَتِهِ ، والْخُوَاء يَبْتَلِعُ كُلِّ شَيْءٍ . . فَتَتَسَاوَى كُلُّ الْأَشْيَاءِ أمَامَهُ ، وَتُصْبِحُ بِاللَّوْنِ ذَاتِه .
مُنْتَهَى الْوِحْدَة ، أَنْ نَتَذَكَّرَ شَخْصَاً وَاحِدَاً ، وَاحِدَاً فَقَطْ . . يَمُرُّ طَيْفُهُ لِيَعْتَصِرَ أَذْهَانَنَا ، لِنَلْجَأَ إلَيْه . . نَبْكِي عَلَى كَتِفِهِ دُونَ أَنْ يَسْأَلَنَا لِمَاذَا ؟ !
"ألَيْسَ مِنَ الْجَمَالِ أَنْ نَكُونَ أحْيَاء . . فَقَط أَحْيَاء"
سُؤَالٌ اِسْتِنْكارِيٌ يَحْمِلُ بَيْنَ ثَنَايَاهُ الْكَثِيرَ والْمُثِيرَ مِنَ الدَّهْشَةِ وَالْتَسَاؤُلَات ! !
لَحَظَاتٌ يَتَوَقَّفُ فِيهَا الدَّمُ عَنِ التَّمَدُّدِ . . يَتَقَلَّصُ الْمَرْء دَاخِلَ جَسَدِهِ ، وَيَشْعُرَ أَنَّ الزَّمَنَ بَاتَ مُنْتَهِيِاً . . عِنْدَهَا تَتَجَلَّى لَهُ الصُّورَةُ ، وَيَسْتَيْقِظُ عَلَى حُلُمٍ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ كَانَ يَعِيشُ ظِلَّهُ !
ماهر (باكير)دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
دام المداد باكير
يا من له من اسمه نصيب من المهارة وحذاقة المبنى والمعنى . لقد اشرقت كلماتك على صفحات قلوبنا وليتها لم تنتهي.
من اجمل ما قرأت .
مُنْتَهَى الْوِحْدَة ، أَنْ نَتَذَكَّرَ شَخْصَاً وَاحِدَاً ، وَاحِدَاً فَقَطْ . . يَمُرُّ طَيْفُهُ لِيَعْتَصِرَ أَذْهَانَنَا ، لِنَلْجَأَ إلَيْه . . نَبْكِي عَلَى كَتِفِهِ دُونَ أَنْ يَسْأَلَنَا لِمَاذَا ؟ !
أخي ماهر أ حسن الله اليك
ما ابدع تلك الكلمات وما اوصفها