ماذا لو استيقظت يوما ما ووجدت نفسي تمساحا؟؟؟؟ ذالك الكائن الذي حرم من نعمة العقل، أعيش في مستنقع فوق ارض رطبة مبتلة بالمياه، ليست وحيدا فوق هذه المعمورة أعيش مع أحياء أخرى كالطيور والغزلان، أستيقض كل صباح تحت صفير الضفادع، أستنشق هواء نقي وأتناول غذاء صحي ومياه نقية، بعد أن أخدت قسطا كبيرا من الراحة دون أن أدفع قرشا واحد، أفعل كل شيء وقت ما أريد، كل شيء متاح لي مجانا لن أحتاج رئيسا أو رب عمل ولا قوانين تحدد لي وقت الاستيقاظ لن أحتاج لمنبه ولا تلفاز لا أبالي لما يحدث في العالم، الأمر لا يعنيني بتاتا، أليس هذا ما يطمح إليه جميع البشر؟ أليس هذا ما عجز السياسيون عن تحقيقه للجميع بينما ينجحون في تحقيقه لأنفسهم؟ الحمير والخنازير تصارع أمامي فيما بينها، أنا سعيد لأنني محمي بلا دين ولا شيء لن أصلي ولا أهتم لما سيحدث بعد موتي لن ارتد مدرسة ولا أتلقى تكوينا لأبيع وقتي مستقبلا، لن أتعلم لغة ولا علوم لأنني لا احتاجها أصلا سألعب وألهوا ولن أتردد في أفترس كل من يقترب مني دون تردد، ولا أضن أن أحدا سيتجرأ في فعل ذالك. تلك هي حدودي ومن تجاوزها سيدفع ثمن ذالك لا أحتاج لأحاكم احد أنا الملك وليس لي جنود ولا أسياد لا قوانين تفرض علي لا أهتم كل شيء مجاني لا ادفع لأستمتع بوقت ولن أعمل لأعيش أنا سعيد هكذا بعيدا عن البشر لست عبدا لأحد ولن استعبد احد سيقلون لماذا تفترس الحمير الوحشية؟ فالحمير تبقى حمير افترسها لجهلها، هل سمعتم يوما أسدا التهمته التماسيح؟ هل سمعتم يوما تمساحا قتل مئات الأفراد من جنسه كما يفعله البشر؟ من أجل موارد نحن بحاجة إليها جميعا، في مجتمع التماسيح لا توجد سجون ولا محاكم, لا أحد يحتكر الطعام، نحن لسنا بشرا لتموت الناس جوعا وبردا أمام محالات مملوءة بالطعام والملابس هل سمعتم يوما تمساح حرم من التقصع تحت أشعة الشمس؟ أو تمساح سجن لأنه خرج عن القطيع؟ البشر وحدهم من يفعلون ذالك لذي سأبقى تمساح سأرفع شعارا "كلشي ديال الطبيعة " هل عرفتم أن في مستنقع اسمه المغرب سجن شخص لأنه رفع شعارا "كلشي ديال الله" نحن التماسيح لا نحاسب احد لم يخطئ. هل سمعتم يوما تمساحا صنع سلاحا ليحكم باقي القطيع؟ نحن سعداء وبأمان بدون ملوك ولا سياسيين ولا تجار دين وأطباء،  الأدوياء لسنا بحاجة اليها، لا ننتظر من البشر أن يفعلوا شيئا لأجلنا لسن بحاجة لجمعيات أو منظمات تهدر مال شعوبهم لحمايتنا وهم عاجزون عن تحقيق ذالك  لأنفسهم كيف سيفعلون ذالك لأجلنا؟ نحن مختلفون عنهم لا نؤمن بما يؤمنون، نحن التماسيح نعيش ستون عاما من المرح والحب واللعب أما البشر فيعيشون أكثر من ذالك كلها حروب ونفاق وكذب...

سأسامح نفسي لأنني حلمت بالعيش في مستنقع التماسيح وكرهت مستنقع البشر ولن أسامح بنكران لأنه شبه احدهم يوما بتمساح.