الكذب هو مرض العصر، وآفة اللسان الكبرى من يعتاد على الكذب من الصعب الإقلاع عنه والكذب هو من آيات المنافقين فطالما الشخص مستمر في الكذب فهو يحمل خصلة من خصال النفاق والكل يعلم أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار هذا بالإضافة إلى أن من يعتاد الكذب هو في الحقيقة يحتقر نفسه أمام نفسه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) فمن اعتاد الكذب فقد سلك النار من أوسع أبوابها حتى يتوب من هذا المرض الخطير.

ومن اشتهر بين الناس بالكذب فإنه لا يصدق في أي أمور حياته بل من الممكن إذا سمع الناس بكلام نسبوه إليه، وكما قال الشاعر:

حسب الكذوب من البلية بعض ما يحكى عليه.

فمتى سمعت بكذبة من غيره نسبت إليه.

وأشد أنواع الكذب (الكذب على الله ورسوله) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) ثم يأتي بعد ذلك شهادة الزور بأن ينطق كذبًا مما يؤدي إلى ظلم الناس وضياع حقوقهم وهذه الأيام انتشرت شهادة الزور ولا حول ولا قوة الا بالله، ثم يأتي بعد ذلك شخصًا يتحدث في الدقيقة عشرات الكلمات ليضحك الناس ولكن بالكذب فويل له ثم ويل له، وشخص يبيع سلعته بالكذب لكي يزيد رزقه فهذا مسكين لا يعلم أن الله لا يكلمه يوم القيامة، وأن الرزق مكتوب لا محالة بل وينقص الكذب الرزق.

يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لأن يضعني الصدق وقلما يضع أحب إليّ من أن يرفعني الكذب وقلما يفعل) فالكذب هو رأس كل خطيئة وهو عار على صاحبه وقد تكون كذبة في نظر الشخص بسيطة ولكنها تدمر حياة شخص آخر بالكامل فلنتق الله في ألسنتنا ولنعلم أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.

ولكي يقلع صاحب الكذب عن كذبه فلابد أن يعلم جزاء الكذوب عند الله وأنه من المنافقين، وينظر إلى سمعته بين الناس بأن يشتهر بين الناس بالكذب ويكفي الكذاب بأنه يصل إلى الفجور وأنه غير مصدق بين الناس وغير مهاب بل قد تجد من يستهزأ به لأنه ببساطة من يهن الله فما له من مكرم، فاجعل وصية النبي أمام عينك دائمًا بأن تمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبكِ على خطيئتك) وعود نفسك وأولادك على الصدق حتى تكتب عند الله من الصادقين.

وإلى لقاء آخر بإذن الله

Momenms@Gmail.com

https://www.facebook.com/pro.momenms