كان يودّ أن يرانا! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كان يودّ أن يرانا!

في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم

  نشر في 07 أكتوبر 2022 .

كان يودّ أن يرانا

بقلم أ.د.عادل رشاد

رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كان يودّ أن يرانا ، وأعلن ذلك لأصحابه فقال َ: (ودِدْتُ أَنَّا قد رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا”. فقالوا: أو لسنا إِخْوَانَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: “أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لم يَأْتُوا بَعْدُ”. أخرجه مسلم (٢٤٩)

وفي موقف آخر أبدى الرسول- صلى الله عليه وسلم - تقديره لمن جاء بعده وآمن به ولم يره ، عندما سأله أصحابه : يا رسولَ اللهِ هل من قوم هم أعظمُ منا أجرًا آمنّا بك واتَّبعناك قال ما يمنعُكم من ذلك ورسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين أظهُرِكم يأتيكم بالوحيِ من السماءِ بل قومٌ يأتون مِن بعدِكم يأتيهم كتابٌ بين لَوحَينِ يؤمنون به ويعملون بما فيه أولئكَ أعظمُ منكم أجرًا) الألباني ، السلسلة الصحيحة ٧‏/٩٠٦.

ونحن كذلك نود لو أننا رأيناه بأعيننا ، بل إن منّا بلغ الحب لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في قوله :( مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ. صحيح مسلم ٢٨٣٢

ولكن هل لو كنا عاصرنا زمن الرسالة هل كنا سنقدم من الجهد و التضحيات ما قدمها الصحابة رضوان الله عليه وهل كنا سنصمد أما التحديات التي اعترضتهم ؟

لذلك لما قال رجل للصحابي الجليل المقداد بن الأسود رضي الله عنه ( طُوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لودِدنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت ، فقال المقداد: ما يحمل أحدَكم على أن يتمنى محضراً غيّبه الله عزّ وجلّ عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟ والله، لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام - كبَّهم الله عزّ وجلّ على مناخرهم في جهنم - لم يجيبوه ولم يصدِّقوه أولا تحمدون الله إذ أخرجكم الله عزّ وجلّ لا تعرفون إِلا ربَّكم مصدِّقين بما جاء به نبيكم عليه السلام ؟).

و لو تخيلنا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا الآن ، فسوف نرى عينيه تفيضان بالدمع مما انتهى إليه حال أمته .

لقد كان - صلى الله عليه وسلم - يرَفَعَ يَدَيْهِ ويقول: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتِي، ويبَكي...) صحيح مسلم ٢٠٢ .

إنه سيعجب من الألسنة التي تلهج بمدائحه والصلاة عليه في الاحتفال السنوي بمولده حين ينظر إلى أعمال المسلمين وأحوالهم البائسة .

ولكنه سيجد في أمته القلة التي لا تزال متمسكة بسنته ، وهم الغرباء الذين بشّرهم في حياته : طوبى لِلْغُرَباءِ، قيل: ومَنِ الغُرَباء يا رسولَ اللهِ؟ قال: ناسٌ صالِحُونَ قَلِيلٌ في ناسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أكثرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ ) أخرجه الطبراني (١٣/٣٦٣).وسيشرع معهم في إصلاح حال الأمة بحكمته وصبره.

إن الجهود والتضحيات التي بذلها رسولنا - صلى الله عليه وسلم - طيلة ربع قرن في دعوته لصلاح البشرية وسعادتها في الدنيا والآخرة جديرة أن نكون أول من ينتفع بها ، ونسير على هديها ، ونواصل البلاغ عن نبينا كما طلب منا: (بلِّغوا عنِّي ولو آيةً) أخرجه البخاري (٣٤٦١).

وهي مهمة جليلة القدر عظيمة الأجر : (إنَّ من ورائِكُمْ أيّامَ الصبرِ، الصَّبْرُ فيهِنَّ مثلُ القَبْضِ على الجَمْرِ لِلْعامِلِ فيهِنَّ مثلُ أَجْرِ خمسينَ رجلًا يعملونَ مِثْلَ عملِهِ).الألباني ، صحيح الترغيب ٣١٧٢ .

لقد ترك لنا نبينا- صلى الله عليه وسلم - ما نستهدي به بعدما فارقنا إلى الرفيق الأعلى : ( تركتُ فيكم شيئَينِ، لن تضِلوا بعدهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّتي )أخرجه البزار (٨٩٩٣).



   نشر في 07 أكتوبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا