علاقة الحكيم مع الله .
من الحكمة أن تصلح علاقتك مع من يفيدك وبيده سعادتك وصحتك وكل أمورك ولذلك الحكيم يهتم بعلاقته مع الله أشد الاهتمام ويجعلها أكبر مايهتم له وذلك هو معنى (الله أكبر ) فاذا قالها المسلم في صلاته وهو يدركها ويدرك معناها تنهاه عن الانشغال بالدنيا وتزيد التركيز في صلاته .
(الله أكبر ) تزيح الهم وتريح البال (الله أكبر) اذا أدركتها أدركت أن لا شيئ يستحق الاهتمام في الحياة سوى مرضاة الله وستدرك ان الله أكبر من همك ومشاكلك وبيده أحلامك وطموحاتك .
ومن الحكمة أن تتأمل في أسماء الله الحسنى وتعرف معانيها فوجودها له أسباب كثيرة ومنها أن يعرف العبد صفات ربه فتزيده حبا وتعظيما وخوفا من عذابه .
يوجد نوعين من الصفات ,,,,,,,صفات جمال ,,,صفات جلال .
صفات الجمال : هي الصفات التي تبعث في القلب محبة الله والرغبة فيما عنده مثل الرحمة , المغفرة , الكرم , والرأفة , والرزق .
صفات الجلال : هي الصفات التي تبعث في القلب مخافة الله وتعظيمه ومخافة عقابه وغضبه مثل القادر , القهار ,القوي .
ومن خلال البحث في أسماء الله الحسنى اكتشف الحكيم ان الله غني عنه وعن طاعته وعن تعذيبه وان الانسان هو الفقير لرحمة الله الواسعة .
فجعل علاقته مع ربه مبنية على هذا الأساس الله الغني ونحن الفقراء ,,, الله لا تزيده طاعتك ولا تنقصه معصيتك , الله غني عن عذابك .
اعلم دائما ان الله غني عنك وعن العالمين . تواضع دائما لله ولا تتكبر .
المتكبر اسم من أسماء الله يخص نفسه به ولا يحق لغير الله أن يكون متكبرا .(العزيز الجبار المتكبر) الحشر آية23.
ولكي يقوي الانسان علاقته مع ربه ينبغي أن يقرأ كتاب الله (القرآن) ليتعرف على ربه ومايأمره وماينهاه عنه ومايحب الله ومالا يحب.
فيمكنك أن تجد وتعلم ما يحبه الله وما لا يحبه فمثلا : (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين) سورة العمران آية 57.
(يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين )سورة الأعراف آية 31.
وفي آيات أخرى ان الله لا يحب المعتدين ,,ان الله لا يحب المفسدين ,, ولا يحب كل مختال فخور
فمن الحكمة أن نبتعد عن كل صفة أو فعل ذكر الله انه لا يحب فاعله .
ونلتزم بما أمرنا الله وبالصفات التي ذكر الله انه يحب أصحابها مثال :
(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين) سورة البقرة آية 195.
ان الله يحب المتوكلين ,, ان الله يحب التوابين والمتطهرين ,,,,,وغيرها
فمن القرآن تتعلم كيف تقوي علاقتك بالله فالقرآن هدى للمتقين ولمن أراد الفلاح .(ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة آية 2
وحجر الأساس في علاقتك مع الله هو التوحيد وهو أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئا .
ومن الحكمة أن تحب الله حبا صادقا لانه الرحمن الرحيم . ومن الحكمة أن تحبه خوفا لأنه القوي الجبار . ومن الحكمة أن تحبه طمعا في خيره لأنه الرزاق الكريم ومن الحكمة أن ترجوا الجنة وتخاف من النار . كل هذه أسباب حكيمة للايمان بالله .
ولكن ليس من الحكمة أن تنافق من هو مطلع على قلبك ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين *يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون الا أنفسهم ومايشعرون( سورة البقرة آية8_9 .
حاول أن تجد ما يقوي ايمانك الخوف حب الخير الايمان الصادق ولكن ابتعد عن مخادعة الله والنفاق فان الله مطلع على قلبك .
ويعلم الحكيم بالنعيم الذي سيناله اثر اقترابه من الله ويعلم بالطمأنينة والرزق والحفظ والخير الذي سيناله فتجده يتقرب من الله بكل مايمكنه ويبتعد عن مايغضب ربه .
والابتعاد والحذر من مايغضب الله هو تقوى الله وأن تتقي الله يعني أن تجعل وقاية بينك وبين غضب الله عقابه والله يحب المتقين .(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون)سورة الحشر آية 18 .
فيجعل الحكيم التقوى أساس في كل عمل يقوم وفي كل كلمة يقولها فمن اتقى الله سيجعل له مخرجا من كل ضيق وسيرزقه من حيث لا يحتسب قال تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجا *ويرزقه من حيث لايحتسب) سورة الطلاق آية 2_3
ويعلم الحكيم ان البشر في العلاقات الاجتماعية لا يحبون الشخص الاتكالي وينفرون منه . ولكن في علاقته مع الله سبحانه وتعالى يكون متكلا فالله يحب من يتوكل عليه وهذا لقوته وقدرته وأنه لا يصعب عليه شيئ .
ويعلم ان الخذلان قد يأتي من أي أحد الا الله سبحانه وتعالى فاذا اتكلت على حق التوكل وسلمت أمورك لله سيكون الله حسبك ومن كان الله حسبه فلا خوف عليه .
قال تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا ) سورة الطلاق آية 3.
فيتوكل الحكيم على ربه ولذا تجد من يتصف بالحكمة أكثر هدوء وطمأنينة وذلك لأنه قد ولى امره وسلمه لله .
ولكن التوكل يكون مع العمل بالأسباب فليس الصحيح أن تتوكل وتترك الأمور لتصلح نفسها .
وأخيرا يقول الحكيم :علاقتك مع الله هي الدنيا والآخرة وهيا نجاحك فاذا صلحت لن يضرك شيئ بعدها . واذا فسدت لن ينفعك شيئ بعدها .
-
وليد باريانكاتب مقالات