الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها ،والحكمة تقول أن الأمور توزن بميزانها ،فمحاولة التحول الديمقراطي في الوطن العربي منذ أربعة سنوات نستطيع أن نقول بأنها فشلت لعدت أسباب لعلى أهمها هو الميراث الفكري الإستعماري الذي توارثه جيل الإستقلال بالنسبة لدول التي كانت مستعمرة ،وسبب الثاني هو عجز النخبة الإسلامية في تجسيد المشروع الإسلامي بطريقة سلسة نتيجة الأوضاع السائدة والأيديولوجيات المختلفة والتي تنصب العداء للإسلام دون أن تجربه وهذا راجع للذين حملو راية الإسلام نتيجة قلة الزاد الفكري لديهم الذي يؤهلهم بالإحاطة بجميع المستجدات الحالية ،وسبب الثالث والأهم هو بقاء الأنظمة العسكرية الشمولية في سدت الحكم منذ إستقلال هاته الدول إستنادا إلى الشرعية الثورية التي يعتقد هؤلائي بأنه لولاهم لما إستقلت شعوبهم.
وفي ظل تكالب غربي رهيب على المنطقة العربية لإعتبارات جيوسياسية فإن عجز هاته الحكومات العربية البائسة في تسير أمور شعوبها ،قد يؤدي إلى إنفجارات تهز المنطقة بأسرها،ولعلى إيران هي الفاعل الحقيقي الذي نجده وراء كل الإضطرابات،فالعقيدة التوسعية لدولة فارس هي المحرك الأساسي في هاته التحولات.
فالعراق كان الضحية الأولى ثم سوريا وتكاد اليمن أن تلحق بالركب ولعلى البحرين في الطريق ومن المعلوم بالضرورة أنه لكل فعل ردت فعل فظهور داعش مهما كانت خلفياته ومن ورائه فإنه يعتبر حاضنة لكل من أضطهد في بلده،هاته الحاضنة إذا أردنا أن نفرغها لابد من القضاء على أسبابها،ولاكن للأسف تتدخل روسيا لتزيد الطين بلة فالخوف على نظام بشار من الزوال ومعه المصالح الروسية الإيرانية كان سبب كافي لروسيا في هذا التدخل الذي ستكون عواقبه على المنطقة بكاملها.
ذكرنا في البداية أنه من أسباب عدم التحول الديمقراطي هو الأنظمة الشمولية العسكرية ونجد في المثال السوري والمصري خير دليل على ذلك فلو تحلت هاته الأنظمة بنوع من المرونة وعدم النضرة الإستعلائية لشعوبها ولوتركتها تقرر مصيرها بالطريقة ديمقراطية لكان الأمر غير هذا ،ولاكن للأسف لايمكن الإصلاح بنفس الآليات فلا يمكن لمن أفسد بالأمس أن يصلح اليوم فإذا أردنا الإصلاح فلا بد من تغير الآليات فالفكر الجامد المتحجر الذي يعتقد أنه يمتلك الحقيقة لايمكنه أن يغير.
-
رافع باعمرلسانس علوم سياسية ، ولسانس حقوق