أحببت كاتب
في العادة المذكرات التي تحمل الخيبات، وقصص الحب، لا تُقرأ؛ لإنها مقيدة بشيفرة خاصة
نشر في 06 ماي 2020 .
عشرون عامًا على افتراقنا..
رائحتك ما زالت عالقة في دهليز أنفي، رغم غيابك إلّا أن رائحتك قابعة بي حتى الآن، تُشعرني بالرَّاحة، تبدو كما قيلولةٍ بعد يومٍ مُرْهِقٍ. عنوانُ بيتك يُتَوِجُ ذاكرتي، أظن أنني حتى ولو فقدت رائحتك يومًا وحاولت تفاديها، لن أنسى عنوان قلبي!
كلُّ شيءٍ بوجودك أجمل.. خطواتنا تحت الشّتاء، وورود الربيع البنفسجيَّة في المنتزه، وبائع حلوى الأطفال الذي أُصِرُّ على الشراء منه، تُراك تذكره! كُنا كلَّما مررنا أمامه تُتطوق شفاهك عبارة تقول: "لا تكوني كالأطفال محبوبتي!".
المقهى المهجور للرَّجل المسن الذي أسميناه مقهى العشَّاق الصَّادقين؛ لأنَّه لم يشهد كلمة حب كاذبة منذ فتحه، بيدَ أننا أوَّل من يُشَوِّه صورة المقهى، لقد كذبنا، وصدقنا الكُذبة، ربما أنا وأنت أول كاذبين دخلا بابه.
كُلّما ذكرت الخطوات ورأيتُ البائع والورود و.. إلخ، تذكرتك، وما أجملهم بك!
أعلم أنَّه لن يهمك ماذا قالت ابنتي اليوم عندما عادت من المكتبة؛ لكن لا شيء يمنعني من عدم البوح، قالت أنَّها تعشق كاتبٌ ومجنونة بكتاباته، تتمنى لو أنَّها تستطيع مقابلته لتعيش معه قصة حبٍّ، وتمنَّت لو أنَّه كتب قصيدة واحدة لعينيها.
لن يهمك الأمر ولكن.. كنت أنت ذاك الكاتب الذي تحبُّه ابنتي بجنون، ولا تعلم أنَّ جميع كتاباته كانت لي، ولا أتمنى أن تعلم.
ابتسمتُ لها عندما قالت هذا الكلام، لم أكن أريد أن أقدم لها محاضرة طويلة يقتاط عليها طبقٌ من الحُبّ، يقرّ على قانونٍ واحدٍ يقول: "عليكِ عدم الاقتراب من عالم العشق الخاص بالكُتَّاب."
#آلاء_بوبلي
-
آلاء بوبليفي داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.