في ماذا تفكر يا صغيري

ارجوك اتركني لوحدي يا ابي

, حسنا كما تريد يا بني ...الجو بارد جدا , لا تطل البقاء بالخارج.

هكذا صارت حياتنا مثل الوطن ، مثل الحروب المعلنة تحت طاولاته لا أكثر ..

هكذا هي ، بقايا حطام نقتات منه لنملأ بطوننا .. و لنخرس الأصوات بداخلنا .. أقف كل يوم بزاوية من هذا العالم بل من هذه القارة و هذا الوطن ، أحاول تدارك الأحداث ، لقد أخطأ

إبن المقفع حين روى إحدى كتبه على ألسنة الحيوانات لقد ظلمها كثيرا ، لو أنه رواها على ألسنتنا نحن البشر لكان أفضل

ألقي بنظرة خفيفة على الشاشة ، أنظر من حولك .. لقد أصبحنا بلا عقول مثل الحيوانات نجول و نصول حول مائدة الأموال ، حول الأراضي ، السواحل و حقول الغاز و البترول لا اكثر.. من البداية لم نكن نجيد االمحافظة على هذا الكوكب و هذه الارض .. كنا نجيد فقط وضع الخرائط و الحدود و نهب الثروات و تقسيم البلدان و إستغلال الاوطان و سحق الابرياء ببرود ..وقتل الطفولة و المرور بهدوء .. لايهمنا كم و من قتلنا ، لا تهمنا الأرقام ، لايهمنا عدد الضحايا ، لا نأبه لعدد الأموات ، ما يهمنا فقط على ماذا إستحوذنا ..

هكذا كان ذكاءنا و هكذا إستغلينا عقولنا و ما وهبه الله لنا و ما زرعه بقلوبنا ..فقط في إختراع طرق جديدة ووسائل أكثر تطورا لإخلاء هذا العالم من سلالة البشر .. قالو و بعد العديد من الإختبارات و البحوث التي أجريت أن الإنسان في أصله كان قردا و تحول عبر حقب من الزمن إلى ما هو عليه الان .. تبا لك أيها العالم الاحمق و تبا لأبحاثك.. ألا يرى أن كل الاحداث تدور بدائرة عكس الزمن ..كلما تطورنا كلما أصبحنا متخلفين اكثر ..قبل اليوم كان الإنسان إنسانا ، أما اليوم فقط تحول الى قرد او أي حيوان ..بلا عقل ..بلا ضمير حيوان يعيش في غابة لا أكثر .. لا تغريك الاضواء ، لا يغريك علو ناطحات السحاب ، و لا يغريك اللمعان .. أنظر إلينا نحن البشر ..شغل شاشة عقلك و ستفهم