على مثلِ مُنِيـرَة فلتبكِ البواكي..! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

على مثلِ مُنِيـرَة فلتبكِ البواكي..!

كالصاعقةِ ؛ ينزل علينا نبأُ رحيلِ من نُحب..! و هكذا كان خبرُ وفاة جدّتي -رحمها الله-

  نشر في 30 شتنبر 2021 .

هـلالٌ مضى.. مُذ واريتِ الثرى، فالأيامُ بطيئةُ الخُطى، كأثقـلِ ما يكونُ على قلوبِنا، مُثقلةٌ بذكرى قاسية..

رحَلت تِلكَ المرأةُ الصالحَـة، الطيِّبة المطيَّبة، طاهرةُ القلـب، عفيفةُ اللسَـان، أمُ المساكِيـن، ذاتِ الأيدِ البيضاء..

أُمُّنا الغالية: (مُنِيـرَة بنتُ مُحمد الفَالـح)برَّد الله قبرَها، و أعلى ذِكرَها، و أسكنها الفردوس الأعلى من الجنّة، آمين.

بكَتهَـا القلوبُ قبل العيُـون، وعلى مثلِ مُنيـرة فلتبكِ البواكي..!

لك الحمدُ ربَّنا حمْدًا متواليًا، متواترًا، مُتّسِقًا، مُتّسعًا، مستوثقًا، لا انقطاعَ له.

رحِمَ اللهُ تلكَ الروح الطاهِرة التي صعدت إلى خَالِقها و مولاهَـا.

ربِّ اسقِ تلكَ الروح من سُحب الرِضا

و اجعَل لها جنَّات عَدن مسكَنَا

‏السنُّ ضاحكةٌ و الكفُ مانحةٌ و النفسُ واسعةٌ.. حامِـدةٌ شاكِـرةٌ صابِـرةٌ !

مواقفٌ حُفرت في الذاكرة يتسحيلُ أن تُنسى!

‏ما مرَّ يومٌ بعدَ فراقكِ هيّنٌ

أيـامُ فقـدكِ كُلهـنَّ عِظــامُ

كانَ فراقُ جدتي (أم أحمَـد) مؤلمًا لكلِ من عَرفها، بل انثَلمت بفقدها قلوب إخوانها و ذويها و محبيها؛ ممن رأى تلكَ المآثر العَطِـرة، والخصـالِ الحميدَة لتلكَ المرأةِ البشوشـة.

حقًا..كان الفقدُ أليمًا و المصابُ جللاً..

(مُنيـرَة)

أُنس النفوسِ، وقُرة العيون، أحَبَهـا كُل من التقى بهَا و عاشَرهَـا، لا أنسى تلكَ الابتسامة التي كانَت لا تُفارقُ ثَغرهـا، وتلكَ البشاشة التي لا تغيبُ عن ملامحها، يسعد كُل من حَضَرَ بجِوارها، كانت كثيرًا ما تتفقد بَنِيها و أحفادها، حريصةً على اجتماعهم رَغْمَ مرضها -رحمَاتُ الله تغشاها-.

•| إني أُشهد اللهَ و ملائكته و أُشهدُ من في السماواتِ و من في الأرضِ أنها كانت قريبةً من الله عزوجل ، محافظةً على صلاتِها.. فرضِهـا و نفلِهـا ، لا يفتُرُ لسانُها عن ذكرِ الله و شكرهِ و حَمده.

فضُلها عليَّ كبيـر، و فقدها جِدُ مرير..

لا أُحصي دعواتها، ولا أنسَى نصائحها.. لا أكاد أخرج منها إلا حاملاً تلكَ الدعَوات و سلامًا للوالد و الأعمام؛ فالِلهِ ما أبرَّها بالقريبِ و البعيـد!

كانت تَقيّةٌ نَقيّةٌ نَّافِجَة!

كريمـةٌ مِعطَاءةٌ كثيرةُ الصدقاتِ و الهِبـات، لسانها لا ينطِقُ إلا بالكلماتِ المُباركات..

مُربيةٌ فاضلة، ربّت أبناءها على منهجِ الدينِ القويم، و على شِرعة خيرِ المرسلين عليهِ أفضلُ الصلاةِ و أزكى التسليم.

ولما بدأتُ في كتابة هذه الكلمات عن جدتي - رحِمها الله - كان لزامًا عليَّ أن ألتمسَ شيئًا من تلك المشاعر الصادقة، والأشجانِ الغزيرة، التي خلَّفها رحيلها ، فحفَرتْ بتلك السجايا الحميدة، ذكرى مَتِينة، وأثرًا طيّبًا في قُلوبِ المُحبيـن.

فهنيئًا لـكِ يا ريحانة الفؤاد ما نلتهِ، وتقبّل المولى منكِ ماقدمتهِ، و أنزلَ لُطفه بتلك القلوب التي ما فَتِئت تذكركِ و تَذكرُ طيفكِ و صورتكِ، قلوبًا كانت تنتعش وتستفيق على سؤالكِ و تفَقدك و رؤيتك.

ربِّ اجمعنا بها في جنّتك، وأكرمنا وإيّاها بشفاعة نبيك - صلى الله عليه وسلم- واجعلها و والديها و إيّانا ممن يستظلُ تحتَ ظلِ عرشك، يا ذا الفضلِ و المنّة،، رافقتـكِ رحَماتُ ربِّنا و عَفـوه و كَرَمـه.

__________________

حُزني يَزيدُ .. ولَوْعتي وعَذَابي

مُذْ أسْلَمُوكِ وَحِيدةً لِـ تُرابِ

يا (جدَّةً) سَقَتِ القلوبَ سعَادةً

ومَكارِمًا فاضَتْ كغيثِ سَحابِ

كلُّ الموَاجِعِ فيكِ صارت قِصَّةً

وحَصَدْتِ يا أمَّاهُ فَيْضَ ثَوابِ

إني رأيتُ على مَلامحِكِ الضّيا

كالبدرِ يَسْطَعُ بينَ بِيْضِ ثيابِ

أنتِ الـ(مُنيرةُ) لو يواريكِ الثّرى

لم يَخْبُ نورَكِ رَغْمَ كُلِّ حِجَابِ

لمّا سَكَنْـتِ القبرَ أظلَمَـتِ الدُّنا ..

لا شيءَ يحكي ضِيقَتي ومُصَابي!

لكنْ عَزائي أنَّ ذِكرَكِ في الورَى

باقٍ .. ولُطْفُ اللهِ يَكشِفُ ما بي

ما زلتُ أقتَطِفُ النّصائحَ عَذْبةً

ودُعَاكِ لي في نَشْأتي وشبابي

كانَ اجتماعُ بَنِيكِ أجملُ مُنْيَةٍ

سيظلُّ طيفُكِ مَجْمَعَ الأحبابِ

(أنَسٌ) أنا .. لكن بمَوْتِكِ يَنْمَحي

أُنسـي ؛ لأنّـكِ مِنَّـةُ الوهَّــابِ

لمّا أتيـتُ مُبَلِّغًا أمّــي بدَتْ

تُخفي البُكا.. والصبرُ خيرُ جوابِ

يا أمّي.. أُمُّكِ في العبادةِ لم تزَلْ

بالذِّكـرِ والصلـواتِ والآدابِ

أنا ما كتبتُ الحرفَ أَسْتَجْدي الأسَى

فادعُوا لها .. ولذا كَتَبْـتُ كِتَابـي

يا ربِّ .. جُدْ بالعفوِ مِنكَ وجَنَّةٍ

وارحَمْ أُمَ أحمدَ بغيرِ حِسَـابِ

_________________________

كَتَبَـهُ حفيدُها : أنَـس بِن مُحَمـد

عشيَّة يومِ الخمِيس

٢٣ صفــر ١٤٤٣هـ



   نشر في 30 شتنبر 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا