إليكم اخر ما كتبت !!
في ليلة ... و قد غفوت ;
ازعجني صوت شمعتي فاستفقت ;
" من يكون هناك " قلت.
صرخت الشمعة في وجهي غاضبة ;
أتنام ! و تتركني لوحدي صاحية !!
خلت ان أجد القصيدة منتهية ;
ام حسبتني شمعة منسية ;
اجبتها :
اعذريني ، فالكلل ارهق قواي
و السبات في غفلة مني داعب عيناي
فلا تسيئ الظن بنواي
فماذا عساي ... !!
قالت :
باعذارك هذه ، أزعجت سكون ليلي
و لم تعد تعترف كجل الخلق بجميلي !
بعدما حسبتك الوحيد خليلي
اليك عني ... سأمضي الى حال سبيلي !!
اجبتها :
اراك لجدالي قد اكترث;
و قد جفت عيونك من الدمع الذي قد اسلت
فبكلامك الجارح ، لي قد أسأت
أم الشمعة التي ألفتها ، لست !!
سخرت و قالت :
أولم تشرع بعد في الكتابة حتى ؟!!
أم تنتظر لوحي ان يتأتى
قلت ان لك من الالهام ، شتى
فالكاذب لا يفلح حيث اتى
اجبتها :
اضني لم ارتكب جرما و لا ذنبا ;
فالا مر لم يحتمل منك كل هذا غضبا
و ها أنذا أسألك العفو طلبا
و أسف ان كنت لجدالنا سببا .
قالت الشمعة :
اراك تحدثني كما لو تحدث إنسان !
فانا شمعة ، و لست قارئة الفنجان
و لم يسبق لي ان قرأت قصص بديع الزمان !
فيوم بصرت ،بصرت بك و لم أغادر هذا المكان
قلت للشمعة :
اذن لما المبالغة في الكلام
فهذه مملكتي ، و انا هنا الملك الهمام
فاعيريني الاحترام و بعضا من الاهتمام ;
و إلا استغنيت عن خدماتك ، كما فعل سائر الانام
اجابت الشمعة :
كيف لا ،و أنت الان كالاسد في العرين
اما حياتنا نحن ،فنحترق من اجل الاخرين
فإن كنت تود الاستغناء عني ، ففي خزانتك القني فالحين
و اجعل معي ايا من ادواتك قرين.
اجبتها قائلا :
كفاك الان عتابا فالوقت اصبح فجرا
و لنبدي للقراء من الا حترام نزرا
فعسى ان نجعل للمودة بيننا جسرا
فصبرا صبرا ...
فما كدت انتهي ، حتى اوشك فتيل الشمعة على الانتهاء
لكل بداية نهاية قالت ،بنبرة استياء
و بكل برودة دم ، استحوذ الضلام الضياء,
فعم المكان صمت رهيب ، ارعب من حولي الاشياء .
فالحياة يومان،يوم لنا و أخر علينا
مرة ، من أعز و أغلى الاقرباء تحرمنا;
و مرة أناس جدد تهدينا.
فلا تعجبن من شمعة و ان عاتبت
و من أين لي ان أحاسبها و إن أذنبت
فمن يعاتبني الان ، بعدما ذهبت .