أعلن المبعوث الأممي الاخضر الإبراهيمي في ختام يومنا هذا عن تعليق الجولة الأولى من المفاوضات بين النظام السوري وائتلاف المعارضة وقوى الثورة مؤكداً استئنافها في العاشر من فبراير القادم ، ظهر بعده وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي مكرراً الكلام نفسه الذي سمعناه من قبل على مدى الثلاثة الأعوام الماضية ، وعلى إثر ظهور وليد المعلم خرج أحمد الجربا رئيس الائتلاف مدلياً بدلوه للشعب السوري في بيان ما تم وما يجب .
كنا نتمنى أن يكون جنيف2 ثمانية أيام حسوماً تختم بانتصار الشعب السوري على من ثاروا عليه لكن يبدوا أن المسألة صعبة ومعقدة لا يحسد الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة على المكان الذي وضعوا فيه.
(1)
حديث وليد المعلم عن أن مقررات جنيف1 تمت دون حضورهم وأن المعارضة في الخارج
لا تدري ما الذي حدث على الأرض يفهم منه أن النظام يراهن بشكل قياسي على بسط نفوذه في المناطق المحررة في تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على طاولة المفاوضات، ومن تابع الحملة الإعلامية جراء سقوط مدينة القصير يدرك الأمر تماماً، ولذا فإنه و منذ اللحظة وحتى العاشر من فبراير سيدفع النظام بكل قواه لاسترداد أكبر قدر من المناطق المحررة مادام أنه رهن تحقيق مكسبه من نتائج المفاوضات ببسط النفوذ وعلى الثوار أن يستوعبوا المعادلة جيداً تجاه تدبيرات النظام المتخذة منذ اللحظة.
(2)
الشق السياسي للثورة أمر ضروري وجزء أصيل لا يتجزأ من جسم الثورات، والنظام سيشن حملة إعلامية مسعورة على الوفد خصوصاً والائتلاف عموماً ما قد يدفع ثوار الداخل إلى معاونته في الحملة وكلاهما من منطلق الخيانة ، فكل ما يتمناه النظام هو ألا يكون للثورة جسم سياسي يقارعه في الهيئات والمحافل الدولية ، بحيث يظهر الثوار على أنهم ثلة من الإرهابيين كما أن إعلان الوليد المعلم عن مسؤولية وفد الائتلاف فشل المفاوضات يدل على الفشل الذريع الذي لحق بوفد النظام باعتبار أنه ذهب كما قال لتوضيح مشهد ما يحدث للشعب السوري من قبل المجموعات المسلحة ولكنه في الحقيقة خسر المعاركة أمام وفد الائتلاف .
(3)
حديث المعلم عن ضرورة توسيع الائتلاف ينبئ عن أن النظام يحضر لصنع معارضة موهومة يسعى من خلالها لخرق الائتلاف إذا ما استجاب الائتلاف لهذه الخطوة أو على الأقل إظهار أكثر من رأس لممثلي الثورة كي تتباين الآراء حول المفاوضات وإذا ما أصرت الائتلاف على أمر تذرع النظام بمواقف أطياف المعارضة الأخرى.