هل الصينيون يقرأون ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل الصينيون يقرأون ؟

القراءة مفتاح الحضارة

  نشر في 30 شتنبر 2020 .

كلنا علمنا وقرأنا وعرفنا ما وصلت إليه الصين من تطور وتقدم وحضارة أذهلت العالم أجمع ، لا تخلوا بيتا من صناعات صينية (تكاد) ، ولا منتج الكتروني إلا وتجد قطعة صينية ساهمت في إنتاجها. 

وما نعرفه عن الشعب الصيني أنه شعب يأكل أي شئ وكل شئ من حشرات وحيوانات ضارة وغير ضارة بل قد يأكلون لحوم البشر لو فتح لهم المجال في ذلك ، وتطور الصين شئ طبيعي على مدى التاريخ فهي من الدول المعروفة بالصناعات والتجارة والحضارات القديمة البائدة . 

كانت قبل الحربين العالميتين من الأمم الضعفيفة والجاهلة والفقيرة تعرض الشعب في بدايات القرن العشرين لكل صنوف التعذيب والقهر والفقر والجوع والمرض والموت بسبب الحروب ومشاكل الجيران معها لطمع استعمارها واحتلالها حتى وضعت الحرب أوزارها وتمت لها الإستقرار والأمن والتحرر . 

كان الشعب في ظلام دامس ولم يستيقظ بعد من سبات طويل ، حتى أشرقت شمس الصباح وإذا بالشعب المعروف عنه بالكد والإجتهاد وحب العمل بلا كلل ولا ملل يزرع ويحصد ما زرع ويصنع وينتج حتى دخلت صناعاتهم كل بيت .

لم يكن الطريق مفروشا بالورود لهذا الشعب المذهل ، فما سر تطور الصينيين وكيف وصلو إلى ما وصلو إليه من تقدم وتطور حتى باتت تتقدم على أمريكا في كل شئ بل ظهر للجميع أنها في طريق محاولة السيطرة على العالم ؟ 

يقول أحد الأكاديميين العرب بعد رحلة قضاها في الصين ، أنه مر على مكتبة ضخمة وشاهد طوابير كبيرة جدا تبدأ من الطابق الثاني وتنتهي إلى الشارع بالقرب من مواقف السيارات ، دهش هذا الرجل مما رآه فظن أنه مجمع للمواد الغذائية أو سوق تجاري عارض فيها تخفيضات ، فإذا به يرى ما لم ترى عينيه قط أنها مكتبة ضخمة تضم الكتب لا غير ، حتى أنه لم يرى فيها قرطاسيات كما يحصل في بلداننا العربية بحيث أن المكتبات لا بد من دعم قرطاسي من أجهزة وأثاث مكتبي وأدوات مدرسية لكي يدعم مكتبته وتجد الكتب في حالة يرثى لها في الطابق العلوي ولا يذهب إليها إلا من شهيته مفتوحة للكتب والقراءة . 

طوابير من الصينين تسلل خلالها الأطفال والعائلات والمثقفين والعاديين ينتظرون بالساعات ليأتي دورهم في دخول المكتبة والإطلاع وشراء ما يحتاجون من مواد علمية ومن أغذية عقلية ومن فيتامينات ومعادن روحية ، والغريب كما قال هذا الأكاديمي أنه بعد دخوله المكتبة من باب الفضول بعد ساعة أو أقل بقليل لم يجد مكان يجلس على طاولة أو مائدة للكتب واضطر أن ينتظر دقائق لكي يجد مكان فارغ يجلس عليها ، وما أدهشه أكثر أن هناك طوابير أخرى تعج بالمئات من الناس في قسم المحاسبة لكي يحاسب ما اشتراه من الكتب فانتظر معهم بالساعات . 

رأى هذا الرجل أيضا أن الأطفال وهم على قارعة الطريق يفترشون مبيعاتهم من أطعمة وأغذية وألبسة وغيرها يقرأون الكتب بما يناسب أعمارهم سواءا كتب تتعلق بقصص وروايات خاصة بالأطفال أو غيرها . 

هذا وهم في أوج التطور والتكنولوجيا وطغاة البرمجيات ومدمني التواصل الإجتماعي وأكثر شعب في العالم جلوسا على الحواسيب !!!

تخيل شعب طغت التقنية كل مناحي حياتهم والهواتف النقالة في أيديهم لا تبتعد ، أن تكون القراءة هي منهاج حياتهم وأسلوب حضارتهم وسبب من أسباب تقدمهم . 

فيا عرب لا تفكرو بالتطور والتقدم والتحضر وتظنون أن التقنية تفي بالغرض ، وأن العلم المأخوذ من المواقع والتواصل الإجتماعي التي تبخل بمعلومات ويكثر فيها التهريج وقلة المصادر والمصداقية أنها ستعجلك يوما ما إنسانا متقدما . 

كلا ومليون كلا ما دام الشعب لا يقرأ ولا يشتري أغراض تنمي العقل وتغذي الروح فلن يصل هذا الشعب إلى ما وصلت إليه الصين وما وصلت إليها الشعوب الأخرى المتطورة حديثا مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرها . 

دخلت إحدى المكتبات العامة في دولة عربية لها سبق في الحضارة ولها جهود في استخدام التقنية بل تعد ثاني دولة عربية في استخدام التقنية في كل شئ ، وجدت نفسي كأني في مكتبة يسكنها الأشباح وكأني أحس بأن هناك من يراقبني ويلصق بي من شدة الصمت وعدم تواجد أحد في المكتبة الكبيرة التي تتكون من طابقين وكأنك في ملعب كرة قدم ، لا تجد سوى كتب على الرفوف تلقي عليك التحية وتدعوك للشرف بالتعرف عليها ، وطاولات القراء لم أجد فيها سوى حارس الأمن ينفض الغبار هنا وهناك . 

يقول الحكيم الصيني كونفوشيوس : 

مهما كنت تعتقد أنك مشغول ، لا بد أن تجد وقتا للقراءة وإلا سلم نفسك للجهل الذي قضيت به على نفسك . 



   نشر في 30 شتنبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا