تحت المراقبة لــــــ محمد عطا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تحت المراقبة لــــــ محمد عطا

قصة تحكى عن شخص قابلته مشكلة غيرت مجرى حياته ودخل السجن بعدها يخرج ليبدأ حياة بلا معنى تنتهى بالهروب مع صديقة جديدة

  نشر في 14 أكتوبر 2015 .

لا أعرف هل يجب أن أحتفل اليوم وأعتبره يوما ً مميزا ً أم هو مجرد يوم عادى ، لقد خرجت من السجن البارحة واليوم هو صباح جديد ولكن أعتقد أن اليوم أشبه بالبارحة ، فقد خرجت من السجن ولكن أنا تحت المراقبة ، رجال الشرطة الحمقى يراقبوننى ، من أجل أن يعرفوا أننى أصبحت فرد مطيع فى هذا المجتمع ، بعد أن قضيت 15 سنة فى السجن .

عندما أتذكر الأمر ، كنا فى تمام الساعة 12 منتصف الليل قبل 15 سنة ، عندما أتيت من الطريق السريع فى تكساس ، وتوقفت للحظة لأننى أردت أن أنام ولم أشأ أن أقود وأنا نعسان ، لذلك توقفت وبعد وهلة سمعت صراخا ً وعندما خرجت من السيارة وجدت عائلة مكونة من أب وأم وولد صغير وهناك عصابة شبابية تعترض طريقهم وتطلب منهم المال ، فدخلت وأخرجت مسدسى والذى كنت أحمله دائما ً لأننى كنت آتى يوميا ً من على الطريق السريع لأننى كنت أعمل فى أحد البنوك كمحلل مالى وعندما نزلت من السيارة وجهت مسدسى فى وجه أحد العصابات وحاورته فى سيناريو لن أنساه

ماذا تفعل يا رجل ؟

من أنت ؟ ، إبتعد أيها الحقير وإلا قتلتهم

سأقتلك إن قتلتهم ولن يربح أحد ، يجب أن تذهب وإلا إتصلت بالشرطة

أيها الحقير ، إبتعد عن هنا

سمعت صوت احد أفراد العصابة والذى كان يقود السيارة ويجلس بداخلها ( سيارة العصابة ) محدثا ً صديقه الذى أنا أهدده

هيا يا بيل ، لنذهب

لن نذهب يا فريد . يا راعى البقر السافل ، أعطنى المال الآن

قمت بتوجيه المسدس فى رأس زعيم العصابة وكان اسمه "بيل" وضربته ع وجهه ووجهت المسدس على رأسه وقولت :

ما رأيك الآن ؟

هنا أصدقائه أخبروه أنهم عليهم أن ينسوا أمر هذا الرجل وأن يهرعوا قبل أن يتصل أحد بالشرطة وكانوا يصرخون من الهلع ، أعتقد أنهم شباب ضاق بهم الأمل ، ولم يستطيعوا العثور على منقذ ، أعتقد أنهم كانوا يعانون من ضائقة مالية ، وحدثت نفسى ربما يكونون طلاب جامعيين حديثى التخرج ، وربما لم يشأوا أن يكونوا هنا وهذا ما جعلنى أتدخل وألا أتصل بالشرطة ، لأننى كنت أعلم أنهم سينصتوا ، وبالفعل قال بيل :

حسنا ً ، لنذهب من هنا

وقولت له :

هذا جيد يا بيل ، لا تتورط فى مشاكل لا تستطيع أن تحلها

وعندما أفلته ، توجه نحو سيارته وعندما فتح الباب وأنا أراقبه ، أدار وجهه إلى وصوب المسدس ناحيتى ، ولكن باغته بطلقة ناريه فى صدره ، وفى تلك اللحظة إنقلبت حياتى رأسا ً على عقب ، لم أعرف ماذا أفعل ، أنا فقط كنت أحمى نفسى ، لقد كان سيقتلنى ، لقد وجه المسدس ناحيتى .. هرع أصدقاءه بالسيارة وتركوه فى دماءه وهرعت الأسرة أيضا ً وكنت وحدى ولم أدرى ماذا أفعل ، فقولت لنفسى حينها :

يا إلهى ، ما الذى حدث ! ، لن أتزحزح من مكانى وسأطلب الشركة وسأشرح لهم الأمر

وبالفعل طلبت الشرطة وجاءوا وأخذونى إلى السجن وكانت الصدمة ، لم يصدق أحد روايتى عن شخص وجد عائلة مأسورة تحت تهديد السلاح من مجموعة من الشبان ، وعندما إنتهيت ، قلت لمفتش الشرطة إذا ماذا لديك لتتهمنى به وقد أخبرنى :

لدينا مسدس عليه بصماتك .. وتقرير الطبيب الشرعى يقول أنك أطلقت النار على الضحية فى الصدر ، ولدينا إعتراف منك ، ولدينا مسدس الضحية وهو فارغ من الطلقات ! ، إذا لم يكن سيقتلك ، إسمع أنت تواجه حكم بالسجن المؤبد ..

إنتظر ، إنتظر ، كيف ذلك ، لقد وجه المسدس ناحيتى وكان سيتقلنى

من الأفضل أن تجد محامى ، إلى اللقاء

وأدخلت إلى السجن ولم أكن أعرف ما الذى حصل لى وعندما تم عرضى على المحكمة ، وجهت إلى تلك التهم كلها ولم أقوم بتوكيل محامى وقد دافعت عن نفسى وكالعادة لم يصدق أحد روايتى الحقيقية ..

للتعاطف معى ، قام القاضى بتخفيض العقوبة إلى 15 سنة .. كنت حينها فى 21 من العمر ، تخلت عنى عائلتى ، وتخلى عنى أصدقائى وحبيبتى من الثانوية قد ذهبت إلى شخص آخر وقد أصبحت وحيدا ً فعلا ...واليوم أنا خارج السجن وهذا الصباح تذكرت كل شئ وكأنه حدث البارحة ..

تدبرت منزلا ً فى تكساس بجوار كوبرى Rainbow

كنت مراقبا ً ، لإعتبارى خطر على المجتمع ، لذا كان لزاما ً على فى نهاية كل يوم أن أذهب إلى قسم الشرطة وأريهم نفسى ، وأقوم بالتوقيع على جدول ، وأعتقد أنه كان يخبرهم أننى فرد مطيع فى المجتمع حتى الآن .

أن تمضى 15 سنة بالسجن بعد ان قتلت شخصا ً ما ليس جيدا ً للمجتمع ولو كان القرار بيد الشرطة لما كانوا أخرجوك من السجن .

ولكن على أى حال نهضت من الفراش وحاولت الإبتعاد عن مشاعرى السلبية تجاه الحياة ، حيث تدمرت حياتى بالكامل ، ولكن لم أستطع أن أقاوم ، لقد تركنى أهلى والفتاة التى أحببتها من الثانوية على الأرجح متزوجة الآن ولديها أولاد ، وأنا مازلت هنا ..

الزمن توقف عندى ، فى حين أنه كان مستمرا ً عند جميع الأشخاص حولى ـ كان هناك أصدقائى فى البنك وكانوا ينافسوننى بشدة وكنت أستمتع بذلك ،. هؤلاء الأصدقاء على الأقل حصل بعضهم على ترقيات والآخرون قد أسسوا شركاتهم .

أنا إنسان بدون أمل فى الحياة ، من الممكن أن يفعل أى شئ حتى لا يرجع مرة أخرى إلى السجن .

بعد فترة قصيرة من ذكرياتى الحزينة والمؤلمة وآمالى ، سمعت أحدا ً يقرع الباب ، سألت نفسى " من سيزورنى ؟ ، أنا وحيد أليس كذلك ؟ " ولكن ذهبت إلى الباب وحينما فتحت وجدت رجلا ً يرتدى بزة شرطى وحينها قلت له " نعم سيدى تفضل " ودخل إلى البيت وهو يحدق فى كل شئ ، كان غريبا ً نوعا ًما هذا التصرف السئ والذى كنت مشمئزا ً منه إلى درجة الجنون ، كان يفحص فى غرفة نومى وفى كل شئ .

وبعد أن فحص كل شئ ، نظر إلى وقال مبتسما ً " كيف حالك يا سيد ستيف ؟ " فنظرت له وقولت " بخير يا سيدى " فقال لى " ألا تجد أنه من الغريب أن يعيش شخص مثلك بدون حبيبة ؟ أليس كذلك ؟ " وكنت أجد ذلك السؤال غبيا ً جدا ً لأننى خرجت للتو من السجن وهذه أول ليلة لى فى المنزل ولكنى نظرت إليه فى ثقة وقولت له " لا يا سيدى ، ليس لدى حبيبة " فقال " إذا يا سيد ستيف ، إبتعد عن المشاكل وتعال إلى قسم الشرطة كل يوم من أجل .." فقاطعته قائلا ً " أعرف يا سيدى ، شكرا ً على التنبيه " ومن ثم إنصرف من البيت.

فى السجن أنت لست حر وخارج السجن كذلك ..

قضيت اليوم كاملا ً فى البيت ، أحاول أن أندمج مع العالم الجديد وأشاهد التلفاز ولكن لم أستطع ، لذلك خلدت إلى النوم وحاولت بكل الطرق بعد إستيقاظى من النوم أن أحاول مرة أخرى ، لذلك بدأت أتجول فى الباحة الخلفية للمنزل ومن ثم لمعت لدى فكرة ، جئت بكرسى من الداخل ووضعته فى الباحة الخلفية حيث كان هناك بعض الأزهار والورود التى لا بأس بها ، وجئت بزجاجة جعة وشغلت أغنية My Afternoon Dream من خلال الكاسيت وجلست وأنا مستمتع جدا ً ، لقد توهت فى الأغنية وفى الدنيا وتأقلمت فعلا ً ، فجأة أحسست أننى ملك العالم وأن تلك الدنيا لا تساوى شيئا ً ، كان ذلك الشعور رائعا ً ، وهكذا قضيت نهارى اليوم فى العالم الجديد حرا ً .

وعندما آتيت الساعة 9 ذهبت إلى قسم الشرطة وها هو الضابط من جديد يقول ..

أهلا بك يا سيد ستيف ، كيف حال يومك

بخير سيدى ، هل يمكننى أن أنهى الإجراءات ، لأننى أود الذهاب مبكرا ً

اوه ، هل لديك صديقة ؟

ما مشكلتك مع الفتيات

لا شئ ، أنا فقط أريد أن أعرف أحوال سجينى المراقب

لم أعد سجينا ً

ولكنك تحت وصايتنا ، شخص مثلك كان يجب أن يكون ميتا ً الآن ولكن الفضل يرجع إلى القدير الذى أنقذك .

نعم شكرا ً له ، ماذا يجب أن أفعل الآن ؟ .

يجب أن تجلس هنا وتخبرنى عن يومك الأول وكيف تأقلمت مع العالم الجديد .

أظننى سأطلب رؤية الرقيب ، ما الذى يجب ان أفعله الآااان ( قلت ذلك صارخا ً ) .

أوك ، إهدأ ، يجب أن توقع هنا ، يجب أن تأتى كل يوم ، هل هذا الوقت يناسبك ؟

فى الواقع لا أعرف ، لأننى أظن أننى سأقضى بعض الوقت فى التفكير هل على فعلا ً قتل أحدهم والرجوع إلى السجن مرة أخرى

هذا مضحك

شكرا ً للإطراء ، نعم يناسبنى ، إلى اللقاء (وأدرت وجهى وبدأت فى السير

أنا أراقبك ( بصوت عالى )

وهكذا إنتهى يومى الأول ، وذهبت إلى الفراش

ملاك فى حياتى

قضيت ثلاثة إلى أربعة أيام على هذا الحال ، أستيقظ وأجلس فى الفناء الخلفى وأشرب زجاجة جعة وكنت أحصل عليها من ذلك الشاب الذى كان يوصل الأغراض والذى وجدت رقمه على المنضدة بجانب الزجاجات التى قد شربتها فى اليوم الأول ، وكنت أدفع له المال دائما ً والبقشيش ، كان لدى الكثير من المال ، حوالى ألفين جنيه ، كانوا لدى يوم أن قُبض على وقد أخذتهم عندما خرجت من السجن .

وهكذا كنت أقضى أيامى .

فى أحد الأيام ، وعندما كان الشاب يدق الباب ويعطينى سلة زجاجات الجعة ، أوقفته قليلا ً له " هل تود أن تشاركنى واحدة ؟ " وجدته ينظر إلى مندهشا ً من ذلك فتابعت ذلك " هيا ، واحدة فقط " فقال لى " بالطبع "

دخلنا إلى الفناء الخلفى وجلسنا وتشاركنا زجاجتين جعة وشربنا نخب الحياة ، فى الحقيقة أنا من إقترحت ذلك النخب وجلس ينظر إلى العشب والأزهار وقال لى " ليس لديك عائلة ، صحيح ؟ "

قولت له " فى الوقت الحالى ، نعم صحيح " وجلسنا فى صمت

ومن ثم قلت له " أتعرف مقهى ، أود أن أرى المزيد من الناس والتحدث إلى إليهم ، قال لى بالطبع ، بدل ملابسك ، سنذهب إلى مقهى .." قلت له " الآن ! :" قال لى " نعم الآن " ، دخلت وبدلت ملابسى وذهبنا إلى المقهى وجلسنا وشربنا كوبين من القهوة على حسابى وجلست أنظر إلى هؤلاء الأشخاص وكم أدهشنى المنظر حيث أنا مازلت على الكوكب ، كان ذلك شعورا ً لا يصدق ، كنت لا أرى الكثير من الناس غير الشاب الذى يحضر إلى زجاجات الجعة والضابط المسؤول عن مراقبتى وبعض السجناء هناك فى قسم الشرطة ، وكان ذلك مهربا ً إلى من الحياة الأليمة التى كنت أعيشها ، فبدلت برنامج حياتى المملة وبدأت أذهب إلى المقهى كل يوم بعد أن أستيقظ وأتناول الفطور ، أذهب إلى المقهى وإشتريت بعض الكتب من المكتبة التى كانت بجانب المقهى وجلست أقرأ وأشرب القهوة ، كان ذلك رائعا ً ، إلى أن وجدت فتاة جميلة أظن أنها كانت فى الرابعة والعشرين من العمر ، كانت حسنة المظهر ، ولبقة .. كان ذلك فاتنا ً لى .

لم أعرف كيف فعلت ذلك ولكن دعوتها لتناول كوب من القهوة معى عندما دخلت إلى المقهى ، نهضت من مكانى ودعوتها لإحتساء كوب من القهوة وقد رحبت بذلك قائلة " شكرا ً لك ، أنت ودود للغاية "

عندما جلست قالت لى " هل تحب القراءة " " هل تقرأ إلى مارك توين وشكسبير " قلت لها " نعم ، بالطبع " ورحنا نتحدث عن القراءة والكتب وأنه يجب أن يعيش المرء بأمل فى الحياة أن الأشياء الجميلة تحدث وهكذا ، ولكن تعارضنا فى تلك النقطة ، كانت تقول أنها تعيش بالأمل وأن القدير يرعى دائما ً الإنسان ويوفر له الحياة الطيبة التى تناسب مواهبه ولكن لم أرْ ذلك منطقيا ً ، فقولت لها ، " لا أعتقد ذلك ، أظن أن الحياة هى عبارة عن بعض العقبات والصدمات المؤلمة التى يطرحها القدير على الإنسان ولكن لا يستطيع الإنسان أن يقاوم ولا أعتقد أن ذلك يناسب قدرات البعض "

ونظرت إلى متعجبة من نبرة صوتى التى تغيرت وكانت قوية نوعا ً ما وليست مرتفعة بالطبع ، وإختلافى معها فى الرأى جعل منى شخصا ً مثيرا ً ، لتكتشف حقيقته أو ما الذى يوجد بداخله أو ما وراءه ، لذا بعد أن نظرت إلى لعدة ثوان كان السؤال المتوقع منها " من أنت ؟ " فنظرت إليها ومن ثم أصبحت شاحب اللون وقولت لها بعد برهة " إسمى ستيف وأنا أعمل كمحلل مالى حتى منذ بضعة أيام "

قالت لى " هل تركت العمل ! " فنظرت إليها قائلا ً " نعم ، هذا صحيح "

فقالت لي " إذا فرصة سعيدة يا ستيف ، على الذهاب الآن ، ربما ألتقى بك غدا ً هنا " ، قولت لها " فرصة سعيدة ، إلى اللقاء "

وأدارت وجهها وإتجهت إلى الخارج وكان لديها سيارة صغيرة ، ودخلت إلى السيارة وتذكرت شيئا ً لم أسأل عن إسمها ومن ثم ذهبت مسرعا ً إلى السيارة وقولت لها " لا أعرف إسمك " قالت " إسمى إيما ، إلى اللقاء غدا ً يا ستيف "

كان ذلك اليوم رائعا ً بحق ، ومن ثم ذهبت إلى البيت وجلست أفكر فى تلك الفتاة وجمالها ، وأمضيت يومى أفكر فيها ، وذهبت إلى قسم الشرطة ووقعت ورجعت إلى البيت ، شاهدت التلفاز لساعة ومن ثم خلدت إلى النوم ، وحلمت بتلك الفتاة فى تلك الليلة ونحن نزور الغراند كانيون ونزور باريس بلد الحب ، كانت قرائتى لشكسبير قد ألهمتنى الرومانسية التى إفتقدتها خلال فترة السجن ومن ثم إستيقظت وتأنقت وذهبت وإحتسيت 3 أكواب من القهوة حتى جاءت وكنت مسرورا ً لرؤيتها ، وجلسنا نتحدث عن عملها حيث كانت تكره عملها ولديها المال وتريد أن تنتقل إلى ولاية أخرى غير تلك الولاية الحقيرة تكساس ، وسألتنى عن أهدافى فى الحياة فقولت لها " ليس لدى أهداف محددة أو واضحة " فنظرت إلى للمرة الثانية ، تلك المرة كانت النظرة تقول أنها تريد أن تعرف ما بداخلى ولكن قمت بتغيير الموضوع وتحدثنا عن شكسبير ومفهوم كل شخص منا للحب ومن ثم إنصرفت وقالت سنتقابل هنا غدا ً .

كانت تلك الفتاة تمثل مصدر سعادتى ، تقابلنا لمدة أسبوع فى ذلك المقهى ، على أن أشكر الشاب الذى أخذنى إلى هناك ..

وفى صباح أحد الأيام ونحن نجلس فى المقهى ، قولت لها :

إيما ، هل لديك حبيب ؟

لا

إسمعى ، ستجدين أن هذا جنونى ، نحن بالفعل صديقان ومنذ فترة قصيرة ولكننى أشعر أننى بأفضل حالى إلى جانبك وأنسى جميع مشاكلى وحياتى السابقة

وأنا أيضا ستيف ، أشعر بذلك

أنا أحبك

وأنا أيضا

لا أعرف ماذا ستقولين ولكننى أريد تمضية بقية حياتى معك

هذا رومانسى للغاية

وأمسكت بيدها وظللت أنظر فى عينيها الجميلة ولكن اللحظات الجميلة لا تدوم ، دخل علينا الضابط المسؤول عن مراقبتى وقال مستهزئا ً " لديك صديقة إذا ً سيد ستيف " وتابع قائلا ً " يا له من منظر رومانسى للغاية ، على الرغم من خروجك من السجن إلى أنك وجدت بعض الفتيات بسرعة ، أحسدك يا رجل على هذا ."

فتركنا أيدينا من بعضها وقولت له " تفضل يا سيدى لإحتساء القهوة "

فقال " يجب أن يكون لديك تحليل لهذا الموقف عند زيارتك لى فى قسم الشرطة اليوم سيد ستيف ، إلى اللقاء "

وإنصرف ذلك المتعجرف الوغد ، ونظرت إلى إيما بنظرة غريبة مستنكرة كل شئ ولم تقل أى شئ ونهضت وذهبت مسرعة ً إلى السيارة ، فذهبت مسرعا ً إليها ، وقولت :

إيما ، إيما ، إلى أين أنتى ذاهبة ؟

هل كنت سجينا ً ، ألم تكن إنك محللا ً ماليا ً ؟؟؟ ، هل كنت تكذب على ؟

لا ، دعينى أشرح لك

قل الآن

هل يمكننا أن نذهب إلى مكان آخر ، من فضلك

وصعدت إلى السيارة معها وذهبنا بعيدا ً عن المقهى وأوقفت السيارة عندها إسترسلت فى الحديث معها عن حياتى السابقة وأننى لم أشأ أن أكون هكذا وقصيت عليها كل شئ ، وأننى يائس إلا عندما أكون معها وطلبت منها ألا تتركنى أبدا ً ، وأنها الشئ الوحيد الجميل الذى أمتلكه الآن ..

نظرت إلى بعين تملآها الدموع وتعانقنا وقالت لى " يجب أن تهرب من هنا وتبدأ حياة جديدة " فنظرت إليها وقولت لها " هل يمكنك أن تقلينى إلى المنزل "

لقد أقلتنى إلى المنزل وغادرت إلى عملها وجلست أفكر فى ذلك الموقف ، وفى دخول ذلك الشرطى الأحمق ، لم يكن عليه أن يحرجنى بذلك الكلام السئ .. ، خرجت من المنزل متجها ً إلى قسم الشرطة حيث وجدت الأحمق متجه نحوى قائلا بتعجرف " مرحبا ً سيد ست .." ولم يستطع أن ينهى الكلمة لأننى ضربته فى وجهه وفى بطنه وعندها تجمع حولى أصدقاءه الشرطيين وقاموا بوضعى فى الزنزانة لمدة 5 ساعات ودخل على ذلك الظابط مجددا ً بعد أن أخرجوه وأرسلوه فى مهمة ، وقام بالإشتباك بى وضربى ولكننى قاومته وحدث عراك داخل ذلك القفص بين أسد وأحد أفراد الغابة المظلومين ، وحدث عراك ودخل رئيس قسم الشرطة وساد الهدوء وقال " هل أنت مجنون يا ريد ، هل تريد أن تقتله ، ما الذى أصابك ؟ ، إخرج إلى هنا " وقال ذلك ممسكا ً ذلك الضابط وأخرجه من القفص وأغلق القفص وبعد أن أخذه وتحدث معه فى مكتبه ، جاء إلى ذلك المفتش وقال " لا بأس يا ستيف يمكنك العودة إلى المنزل ، وإعتبر نفسك قد وقعت اليوم على المراقبة وإسترح فى البيت وإبتعد عن المشاكل "

خرجت من قسم الشرطة متجها ً إلى البيت ، كنت أشبه بقط فى عراك فى الشارع ، أو أحد هؤلاء المراهقين الزنوج فى عراق بالسلاح الأبيض فى ضواحى نيويورك وعندما عدت إلى البيت وجدت إيما تنتظرنى أمام البيت وعندما رأتنى ، جاءت مسرعة وعانقتنى ، وبكيت كثيرا ً وأنا فى حضنها ، لأن تلك الحياة ظالمة لى جدا ً وأننى كنت أحيا حياة هادئة وجميلة ومن ثم دخلت وخلعت ملابسى وداوت إيما جروحى ومن ثم نظرت إلى وقالت " هل تريد التنزه يا ستيف الآن " فقولت لها بصوت منخفض جدا " أجل " وخرجنا وصعدنا إلى السيارة ، فى مؤخرة السيارة كان هناك حقيبة بها ملابس ، كانت حقيبة للسفر وركبنا بدون التحدث عن أى شئ ، فقد وضعت رأسى بجانب نافذة السيارة وأنا ملئ بالشكوى والهموم وبعد بضعة كيلومترات وصلنا إلى تقاطع طريق ، ونزلت إيما ونزلت أيضا ً من السيارة وقولت لها

أين نحن ؟

نحن عند تقاطع طريق واين تى يمكننا أن نكمل الطريق وعندها سندخل فى حدود ولاية كاليفورنيا وسنعيش هناك

ماذا ؟ ، لا لا ، لا أستطيع إيما

ستيف ، فقط فكر فى مستقبلنا ، لن نستطيع أن نعيش هنا ، هذا الضابط ريد ، لن يتركنا وشأننا ، أنت اليوم تعود بجروح ، القدير يعلم ما الذى سيحدث غدا ً ، ستيف ، يجب أن تثق بى

ودخلت إلى السيارة وشغلت المحرك ..وأنا تقدمت إلى تقاطع الطريق ووقفت ، وفكرت ، إذا ذهبت إلى إيما ، فستعرف الشرطة أننى هربت وسيبحثون عنى وسيحولون حياتى إلى جحيم ، لقد فعلوا ذلك بالفعل ولكن سيزيدون الجحيم بها ، وإذا لم أذهب مع إيما ، فسأكون فقدت الفتاة التى أحببتها ، إنه لأمر محير للغاية ، ماذا عسانى أن أفعل ! .

          النهاية 


  • 2

   نشر في 14 أكتوبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا