الدين هو الايمان العميق بوجود قوة خارقة خارج عن السيطرة البشرية وعادة ما يربط بإله أو ألهة، ومن معرفة شخصية قد يتطور هذه المفهوم الى ما هو ابعد من ذلك، فالعبادة قد تشكل اساس اي ديانة وجدت في اخر 5000 سنة، فكل ديانة من ميثولوجيا الاغريقية أو الهندوسية الى المسيحية أو الإسلام قد أمرت بنوع من أنواع العبادة، فالاخلاص لأي ديانة تعني اتباع القوانين والشريعة لهذا الدين والتصديق الكامل بان كل ما كتب بهذه الديانة هو المعرفة الحقيقية.
ما الفرق بين الايمان بالدين والايمان بإلله ؟
الإيمان الحقيقي للدين يكمل بوجود اعتقاد كامل أن كل ما ورد في هذه الديانة من معجزات، شريعة، فرائض، وقصص هو صحيح ولا يجوز مخالفته أو تشكيك به، فمن يؤمن بالديانة اليهودية يجب عليه ان يؤمن بجميع القصص الموجودة بالتوراة، ومن يؤمن بالإسلام فعليه تصديق معجزة الإسراء و المعراج، ويعتبر الإيمان بهذه القصص والمعجزات قوام الدين، ومن جهة اخرى يأتي الإيمان بالله والذي ينبع من رابط روحي متصل بالراحة النفسية، ويقين وجود الله في هذه الحالة حضر من خلال انجذاب روحي ونفسي وعقلي بين شخص والقوة الخارقة -الله- التي مدته بالطمأنينة.
يكمن الاختلاف الجذري بين الحالتين برفض كل أو بعض الإدعاءات التي ترافق الدين، والسبب الرئيسي لعدم قبول هذه الإدعاءات ينجم عن خروج بعض القصص الدينية عن الواقع، ومن ناحية التفكير العلمي والاقرب الى المنطقي فمن المستحيل حدوث بعض من ما ورد لنا بالقصص الدينية، أما المعجزات فهي تتحدى كل الخواص العلمية، مما يجعل العقل يبعد نفسه عن هذه القصص التاريخية بدون وجود معرفة اكيدة تثبت وقوعها.
ما هو تأثير الدين على حياتنا ؟
نحن نعيش في مجتمعنا هذا تحت مظلة الدين والشريعة، وقد بنيت القواعد الدينية في مجتمعاتنا حتى اصبحت جزء من الحضارة والثقافة، فعند ذكر أغلب العادات والتقاليد نلاحظ انها قادمة من صفحات الدين، ومن اصغر العادات الى أكبرها لا يسعنى إلا ان نلاحظ وجود طوابع قد علمت على التاريخ مما غير الثقافة المجتمعية الى يومنا هذا، انغماس المجتمع الى الدين أدى الى تلائم العادات مع شريعة التي فرضت مع الدين، فهل يمكن الأن تغير هذه العادات، أم سيبقى الدين المسيطر الأساسي على الحضارة.
أما على النطاق الشخصي فالأيمان قد يمنح السعادة الروحية التي يحتاجها الشخص لتمده خلال فترات الحياة، فالايمان صلة قوية قد تمنحك الأمل والعون في الفترات الصعبة، وقد تشكل الفرائض الدينية مخرج يمنحك الراحة النفسية والذهنية، فجمال الفرائض الدينية يكمن بالشعور ممنوح، فالسلام الروحي يأتي من تنفيذ الصحيح للفرائض الدينية.
هل يجب فصل الدين عن الدولة؟
نعم، بهذه البساطة، فالدين لا يستطيع مواكبة التغيرات الزمنية، والحدود الشرعية الموجودة بالأديان غير قابلة للتطبيق لعدة أسباب مثل رجعيتها ، وقسوة العقوبات التي فرضها الدين على أفعال قد لا تكون خاطئة، ويجب في جميع الأحوال فصل الدين عن كل خواص الدولة وأهمها القانونية، حتى لا يتم استغلال الاديان لدفع مخخطات خاصة، وأنا أركز بشكل خاص على الناحية القانونية بعدم ادخال الدين بأي نص دستوري، لأن جمع بين الشريعة والدستور مضر لكل اركان الدولة، ومؤذي للشعب وغير عادل للأقليات.
فالنهاية،الإيمان ليس إلا علاقة ما بين الروح و الله، وأن تجد إيمانك من خلال ديانة لأمرٌ عظيم، ولكن من ضروري أن يفهم المتدين بأن إجبار الدين ليس إلا نوع من انواع السلطة التي لم يمنحها الدين لأي شخص، وأن الصلة مع الله ممكن ان تجُد بعدة طرق غير الدين.
الكاتب :محي الدين وليد المصري
-
محي الدين المصريطالب جامعي ، ادرس الهندسة في جامعة العلوم و التكنولوجيا الاردنية