هي فتاة في ريعان شبابها ، قل ماتوصف به أنها جميلة ، تضع كبريائها تاجا ، فوق رأسها ، ليست كبقية الفتيات ، همها الأول والأخير إرضاء والديها ، فمياه حبهما جرت في جداول قلبها ، ليس في قلبها مكانا للكذب ، فالصدق سيد المكان , غامضة كصندوق بلا مفتاح ، تعامل الجميع بطيبة ممزوجة بإحترام ، كانت الأميرة التي يتخاطف عليها الأمراء ، حساسة جدا , ترتدي ثوب الحزن تحت ثوب السعادة كثرت ألامها وجروحها ، فكانت تزرع الأمل لتحصد اليأس ، وتزرع السعادة لتحصد التعاسة ، مما يذيد تعاستها طرق بابها إبن عم لها يقطن معهم في المنزل فأبت هي أن تفتح له ، لسبب من الأسباب تضعه في قرارة نفسها ، أصبح سببا في عقوق أحد والديها ، وأصبح هاجسا بينها وبين أبيها ،كيف لها أن تقبل شخصا،رفضه قلبها ، رغم ذلك لم تكرهه ، بل مازالت تمطره بماء تقديرها حتي أصبح له ندي , أمنيتها الأولي أن تصبح طبيبة مرموقة , تسقي بماء دواءها كل مريض , كانت تهرب من واقعها بقراءة كتبها المدرسية , تخرج في الصباح , ترتدي ثوب السعادة , وتتمكيج بمكياج الإبتسامة , وتضع تاج كبريائها وتعيد ترتيب ألامها وأحزانها في دولاب الماضي وتضع حقيبة أخلاقها في ظهرها وتخرج , ومع كل خطوة يذداد عدد المعجبين بها , لم تكن تأبه لأفعالهم الصبيانية تلك , فلن ترضي أن تضع صخرة الحب في طريق نجاحها , استمروا بمضايقتها , وإستمرت هي في عنادها , إلا أن أوقفها أحدهم وكانت تعرفه جيدأ , بعلو أخلاقه , وإخلاص نياته , وصدق مشاعره , فإستولي علي قلبها , تغذي الحب علي تلك الرسائل والمكالمات بينهما , أصبحت تفصح له عن كل صغيرة وكبيرة , وأصبح ملاذها الآمن في نوبات حزنها تلك , بعد فترة وجيزة وبعد أن جمع من المال مايعادل حبهما , طرق بابها وطلبها بالحلال , إلا أن أباها رفض أن يفتح له , متعللأ ببعض ممارسات أسرته التي لم تعجبه , وجاءه الرفض كالصاعقة , والآن كيف لها أن تستمر هي معه مع أنها تأكدت أنه ليس لها !؟
قررت أن تقطع حبل علاقتهما بسكين الجفا , وأعادت ذلك التاج من الكبرياء فوق رأسها مجددأ , مرت الأيام ترجاها كثيرأ , ولكن كانت النتيجة الرفض , من شدة حبه , عرض عليها فكرة الهروب مرة , وهددها عدة مرات , ولكن لانتيجة غير الرفض .
وضعت القلم معلنة عن إنتهاء آخر إمتحانات الشهادة السودانية وإنتهاء عقدها مع الكتب المدرسية بعد أن وقعت عقدأ جديدأ مع إدمان مايدعا بواجهة الكتاب أو ( الفيس بوك )
إلتقيا تحت ظل الصدفة , أو لعبة القدر كما يحلو له بتسميتها , فبينما كان هو يجمع الأصدقاء (لتكبير صفحته ) , في لعبة طلبات الصداقة , لاحظ إسمها صدفة , فضغط علي إضافة صديق .
هو شاب غريب الأطوار , يخفي حزنه تحت قبعة الضحك والمزاح , من يراه يحسبه ساذج من كثرة طيبة قلبه , ينظر إلي الحياة بمنظار الإستهتار , تنتهي مشاكله بكلمة ( قدر الله وماشاء فعل ) , لا يؤلمه أكثر من وقوع الشخص في نفس الخطأ , يحب إثنين الهدوء وتلك القصص التي يقرأها .
لم يكن الإسم غريبأ بالنسبة لها , فهو إسم شخص تعرفت عليه بالصدفة أيضأ , أضافته دون تردد , ولكن سرعان ماإكتشفت أنه ليس هو , بعد أن أخبرها بكل صراحة " لقيتك في لعبة طلبات الصداقة فرسلت ليك " , أصبح صديقها المفضل , بعد أن إشتري ثقتها بنقود صراحته , عرفته بقصص الماضي , أحبها لشبهها بتلك القصص الخيالية التي كان يقرؤها , تغير كل شئ بعد أن أعاد لها مفتاح سعادتها , هو أحبها بصدق , ولكن كيف يخبرها بعد كل تلك القصص ؟ , هي تقنع نفسها كل يوم بأنه مجرد صديق , وبعد أميال من الزمن , وبدون أي مقدمات , ولا حتي نهايات , أخبرها أخيرأ بأنها قد أصبحت فتاة أحلامه , بين ذكريات الماضي وحب المستقبل وبين تكذيب عقلها وتصديق قلبها وقفت هي حائرة .
جره خيط الفضول والإستطلاع للتجرع من كأسها , إلي أن أوصله حد الثمالة , وجدها بحر لا يستطيع السباحة فيه , يستيقظ في الصباح علي صوت رسائلها الغرامية , يخبرها بمدي إشتياقه إليها , بالرغم من حضورها في أحد أحلامه قبل ثواني , ليتها تعلم حتي لا تصفه بالكسول مرة أخري .
من فرط حبهما , أصبح هو أكثر مزاحأ , وأصبحت هي أكثر حساسية , كان يعلم أنها تتحسس فيمزح , وكانت تعلم أنه مجرد مزاح فتتحسس .
وأخيرأ أدركا أن من الحب ماقتل , صمت هو , ولم تتحدث هي , فأصبح الصمت لغة الكلام بينهما
~ The end ~
-
basher Mohammedﺃﻛﺘﺐ ﻷﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏ , ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﻣﺸﻘﺔ , ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﺠﻦ , ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ , ﺑﻞ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ . ...