دين العامة و شيوخ الإسلام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دين العامة و شيوخ الإسلام

لو كانت الفيلة لتبيض…فماذا يكون لون بيضها؟

  نشر في 18 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

هناك مقالة رائعة للأستاذ زكي نجيب محمود بعنوان بيضة الفيل, تتناول المقالة سؤال إفتراضي خطير جدا عن طبيعة بيضة الفيل…… لو كانت الفيلة لتبيض…فماذا يكون لون بيضها؟

يتحاور إثنان من العلماء في هذا الأمر الجلل و يتبارزان بالأدلة و البراهين و القياس في سياق رائع حتى تأتي الخاتمة الصادمة و المفجعة بأن قيل لأحدهم يامولانا … قنبلة ذرية في لمحة تقضي على الأصل و الذرية ..ثم قيل أن عجب الشيخ أن كان في الدنيا علم غير علمه

قيل لنا دائما أن الإسلام هو دين الفطرة و كبرنا على هذه القناعة وقرأنا القران و تفاسيره و فهمنا منها مافهمنا و كذلك كتب الحديث الشريف فماوجدنا سوى جمال وراحة ورحمة ورفقا بالإنسان و الأرض التي نعيش عليها بأنهارها و دوابها و كل ماعليها بالإضافة إلى منهاج للحياة إن حاول الناس أن يسيروا عليه لأستقامت كل شئون حياتهم ولا أقول إن سار الناس على هذا المنهاج بل أقول فقط إن حاولوا مخلصين

علمنا أن الدين هو دين الفطرة وأن نهج دين العامة بسيط و جميل وهو الرجوع للكتاب و السنة و الأصول مثل ” قل امنت بالله ثم إستقم” أى إنها الفطرة و الإيمان بالخالق وحده ثم الإستقامة وعندما تشتبه عليهم الأمور لأن الحياة ليست بهذه البساطة فيجدوا ” الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس….) وهنا يرشدهم الرسول كما أوحى له رب العالمين عن كيفية التصرف في حالة المشتبهات بين الحلال و الحرام فلم يدعهم إلى سؤال أحدا من الناس فقال صلى الله عليه و سلم فمن اتقى الشبهات استبرأ لدِينه وعِرضه

أنزل الله تعالى قرانا على الرسول الكريم في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة و قال تعالى فيه ” اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا” أى أن الله تعالى قد أكمل الدين لنا قبل وفاة الرسول وقد يفهم العاقل أن ماتبقى هو العمل بذلك الدين الكامل

الدين كما أنزله الله تعالى كاملا غير منقوص على الرسول الكريم يمكن تلخيصه في ثلاثة كتب هى القران والسنة (الأحاديث الشريفة المتفق عليها) وأخبار و مقالات الصحابة (الخلفاء الراشدين و إبن عباس و غيرهم ممن عاصروا النبى ووثق عنهم)

حاشا لله أن نحقر من جهد أحد و لكن لنا الحق أن نتسائل عن نهج دين الخاصة أو من يدعون أنهم هم أصحاب هذا الدين و العالمين به وحدهم خلال ألف و أربعمائة سنة … فهل يعقل هذا الكم من الدارسين و الدراسات على مدار القرون وللأسف بدون حتى أن نصل لمرجع واحد للدين يتفق عليه و يعلن عنه و يكون معروفا لكافة الناس و يتم تجديده طبقا لمنهج محدد يتعامل مع مستجدات كل عصر و كل طارئ

فقد كان الصحابة يدرسون القران و أصول الدين ليعملوا بها و لم يكونوا ليدرسوه بلاهدف فلم يدرسوا الدراسات ثم درسوا دراسة الدراسات حتى تمر السنون و القرون ثم عشرات القرون حتى يأتي لنا كل فترة من يعيدنا إلى غياهب الجهل بدعوى العودة إلى دين الله مثل صاحب الدعوة الذي إدعى أنه جاء بعد سبعة قرون من ترك الناس للدين ليعيدهم إليه بقتلهم وسرقة أموالهم و سبي نسائهم و ذريتهم

يجب أن نفقه أن الفقه ليس دينا في حد ذاته بل هو مافهمه أو فقهه العلماء من الدين أى أنه مجرد رأى في الدين يحترم إن وافق الكتاب و السنة و أن ” كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر” كما قال الإمام مالك

أى أن كل صاحب رأى عدا الرسول صلى الله عليه و سلم عليه أن يأتي بالدليل على فهمه وفقهه حتى يؤخذ مأخذ الجد و لا يكون منه واجبا إلا ما استوجبته ضمائر المخلصين العارفين لدينهم على أنفسهم بلا إكراه لأحد أوأصدره الحكام قانونا ملزما

أى لاقداسة لشيخ أو عالم أوجماعة أو صاحب أيدولوجيا ….. كل يُؤخذ من كلامه ويُرد ويترك بل و ينبذ إن خالف الكتاب و السنة الصحيحة الثابتة عن الرسول أوشط وخالف جوهر دين الرحمة

و بعد أن علمنا بما لايدع مجال للشك أن العالم مملؤ بضعاف النفوس الذين يستخدمون الدين لتحقيق مكاسب مالية و سياسية فكلنا يعلم التاريخ الأسود لإستغلال الدين و الذي بدأ منذ زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان ثم كيف إتفق عدد غير قليل من الناس على تصفية ذرية الرسول بعد نصف قرن فقط من وفاته فسواء رضينا أم أبينا فسنجد من يفتن بالمال أو حب السلطة أو حتى هوى أن يعامله الناس كعالم أو علامة في أمور الدين 

كان الله في عون الخاصة و شيوخ الإسلام مما حملوا أنفسهم وهنيئا لنا و للعامة الله و رسوله و ديننا الجميل السمح البسيط و قلوبنا المطمئنة التي لا يؤرقها إلا أن يأتي يوم نجد من يقول من شبابنا و أولادنا عن ديننا أنه أساطير الأولين



   نشر في 18 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا