نظرت من شباك مكتبي على الطابق الخامس على الشارع العام , حيث السيارات التي تسير بالشارع بسرعة وكأنها يجب ان تقطع المسافة بسرعة معينة وإلا فإنها لن تستطيع المرور أو كأنه يوجد شخص يوزع الهدايا والجوائز للسيارات الاكثر سرعة , والسيارات متتالية كحبل لاينقطع .
وبالجانب الاخر رايت مواطنين أرهقتهم الحياة اليومية , وكل يحمل همه في قلبه ,وقد وقف على الشارع حتى يقطعه للجانب الاخر ولم يعد يدري ايهما اصعب , الحياة التي يعيشها ام الشارع الذي يريد أن يقطعه .
حقيقة لست ادري لماذا تنتابني هذه النظرة التشاؤمية , حيث انني ارى السائق وهو متجه نحوي مسرعا بشكل غير طبيعي , وكأن بيني وبينه عداوة , وكأنني اذا قطعت امامه أهنته وان سبقني فاز وربح , حيث ترى الكبير والصغير الرجل والمرأة الكل يركض امام السيارات بدون تمييز العمر أو الجنس .
نظرت الى كل هذه الفوضى ومن مكان عال يسمح لي برؤية كل شيء , حتى تلك الافكار التي تجول برأس المواطن الذي يهم بقطع الشارع أو حتى بالفكرة المبطوحة على أعلى السيارة المسرعة فخيل إلي أن هذه السيارات هي نعوش فارغة تنتظر أمواتها من المواطنين الذين يقفون طوابير على أرصفة الطرقات كل ميت ينتظر نعشه .
فرفقا بنا أيها السائقين وهمسة لكم أيها المسؤولين .
اياد الرزي
-
eiad al ruzziانا اهوى القراءة والكتابة واستمتع بتذوق النص الادبي