أنا من بلادٍ مشهورة بالصمود والعزة، اسمي لا يهم ما كان لا فائدة من وجودي، أما عن عمري فتجاوز المئة عاماً! ضائعة بين ذكريات الماضي البريئة والحاضر المأساوي ،بين الخيال والحقيقة.
حالمة منذ الصغر، أحلامي كانت أكبر من عمر جدتي وأوسع من حديقة بيتنا القديم، في الحقيقة لم تكن حديقة كانت مساحة من الارض أمام بيتنا وبيوت الجيران في البلدة القديمة حيث رائحة الياسمين و نسمات الهواء الباردة في الصباح تلامس وجهي فارتعش، وأشعر أن موجات الهواء التي دخلت غسلت رئتاي وخرجت، وكأنني خلقت من جديد، حماسي في انتظار أبي عند عودته من العمل لشوقي الخفي له، للهداية والفواكة الموسمية، رائحة العجين الطازج مع نشرة الأخبار الصباحية وصوت أخواتي عند احتدام المعركة تارة وعند اجتماع الأحاديث المضحكة تارة أخرى، شعوري بالأمان والسعادة وابتسامتي التي لا تغيب إلا اذا وقعت الحلوى من يدي وفسدت أو عند تعطل مصباح علاء الدين الصغير الذي أنيره عندما أخاف الظلام، أو حين يرفض والدي اصطحابي معه إلى بيت عمي او لشراء ما نحتاجه للبيت كانت النيران تشتعل في عيوني حينها معلنةً الحرب ..
أشتاق للهفة ليلة العيد سعادتي العارمة تجلب لي الأرق، تفكيري في حبة الفستق الحلبية الخضراء والمكسرات الأخرى وشوكلاتة العيد اللذيذة، ودون شك النقود التي سوف أحصل عليها في الغد والملابس الجميلة التي اختارتها لي أمي التي يعجبني ذوقها دائماً، شعوري بغياب رمضان كالذي ودع شخص سيسافر لكن ذكرياته تبقى ملتصقة بداخلي .
اليوم أكتب حتى أعبر عن احساسي، شيء ما جعل قلبي ينقبض بشدة حتى يصل صوت دقاته الى مسامعي، نحن بحاجة إلى شيء يجسدنا بطريقة آخرى كالكتابة مثلاً .
-
آلاء بوبليفي داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.
التعليقات
استمري في الكتابة و شاركينا أفكارك و أحلامك و مخاوفك .
بداية موفقة و في انتظار كتاباتك القادمة .