الساعات الأخيرة ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الساعات الأخيرة !

هل آن الأوان ل "ثورة حقيقة" تهدم 2000 عام من التخلف؟!

  نشر في 24 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

من تفتيش لشقق الامنين فى ساعات الليل المتأخرة الى القبض العشوائى على الشباب من كل المستويات الى التخبط الاعلامى و الانتكاسة الامنية فى سيناء, و العهر الإعلامى الى الخزى البرلمانى.. يتكشف لنا واقع يستعصى على الاحرار قبوله و يصعب على الأقدار بقاؤه.

تزاحمنا الأخبار هنا و هناك عن التخوفات الأمنية التى تكشف وجه نظام عكسرى قائم فى مصر و تحركات اجهزته المسعورة التى استتبت لها حكم هذه البلاد منذ 1952.


كل هذا و أكثر يكشف عن سوءات النظام الكاشفة لمدى الضعف و الأمتهان الذى تشوبه سياسات الذل و الهوان التى يسايرها العسكر فى كل وقت و حين إعتقادا جازما منهم انهم يحاربون من اجل الوطن و لكن العدو من هذه المرة , انهم ابناء الوطن نفسه.

قل لى يا رئيس الجمهورية يا من تتغنى بقرب الشباب منك يوميا , قل لى ماذا حل بمن اوجدوا الظروف التى وضعتك فى مكانك الحالى , هل تتذكر تلك الوجوه البريئة التى اخذت معها الصور التذكارية إبان ثورة الحق و النقاء .. إبان ثورة يناير.


انها الثورة التى تحل ذكراها الخامسة بعد سويعات, و لا احد يعرف هل ماذا تخبئ لنا جميعا هذه الساعات.


لعل من المخجل ان تكون فى دولة تجاوز تعدادها ال90 مليون فى فرح شعبى ابتهاجا بماسورة الاطفال التى قذفها الشعب المسجل ثانى شعوب العالم اجمع تحرشا , و اولها موتا على الطرقات , و قبل الأخير فى مستوى التعليم الأساسى .. و غيرها من الارقام المخجلة و المشينة التى تعرى هذا النظام و تفضح عقلية ادارته الهشة و المزرية لملايين المصريين.

ملايين المصريين يعيشون فى حالة من التوهان سببها الاساسى التدهور التام فى نظم تدعيم المعرفة و التوعية العامة للمواطنين سواء عن طريق المدارس او دور العبادة او الاندية الاجتماعية او الاسوأ الوسائل الإعلامية التى إما تملكها الدولة او تديرها من وراء ستار.

ليس ها إلا نتاج سياسات قاهرة و متقهقرة , قاهرة للمواطن و متقهقرة امام المصاعب و التحديات , بل الانكى امام الأعداء و الخونة,لا ازعم ان هذه السياسات فقط فى العام المنصرم او الذى يليه , بل الانحدار بدأ منذ قرون و ان لم يكن من الفيات .. فهكذا يقاس تاريح واحدة من اقدم و اعرق الدول فى العالم.

اكثر من 2000 عام اندثرت فيها شمس الإبداع و الريادة فى مصر و تأكل المحتلين قصعتها و حطموا اسطورتها التى يتفاخر بها العاجزون من شعبها و حكامها الآن, ليس هذا وقت التشريح الكامل لكل هذا التاريخ و لكنه ضرورى و مهم حتى نصيير الى معرفة حقيقية بوضعنا الراهن الى طاف منحدرات الدنيا السبع بعدما كنا من معجزاتها!

يوافق الغد الذكرى الخامسة لاول ثورة عاهدها و نفذها المصريين شعبا و تجنبها الجيش قيادة, بل  انه خضع لمطالبها و لم يرعاها كما يتوهم كثيرون, خضع الجيش رغما عن قياداته المتأبدة فى مناصبها و متأبطة فى مفاسدها من عقود. و بعد ان خادع و داهن مجلسه الأعلى صادر الثورة و حاكم الثوار الذين انقذوه من حكم شاب ارعن و من وضع شعب غاضب كان من الممكن ان يفتك به ان وقف فى مواجهته.

و اليوم يحكم الجيش بكامل قواه و بصورة لم تحدث من قبل حيث شملت قائمة المحافظين الاخيرة اكثر من 17 لواء اما جيش او شرطة, بالاضافة لاخرين بقوا فى مناصبهم بالرغم من فشلهم المزرى فى نقل المجتمع الى الامام و لو سنتيمتر واحد!


و علمنا التاريخ ان الحكم العسكرى ليس بالضرورة قاتل و مفسد او جاهل و مدعى... لكن شاء القدر ان يكون ها نصيبنا من الحكم الحالى لمصر فهو عبارة عن عقليات شاخت فى مواقعها و تخطاها الزمن.

تسير بتؤدة الى مهالكها و تتبع نفس خطوات الاخسرين اعمالا , و الذين تتبنى السجون بعضهم و تتالى بالدعاء حناجر المصريين على معظمهم. اولئك الذين امتهنوا كرامة المواطن و انتهكوا حرمة جسده و حريته, شئنا ام ابينا هم جاثمون على اعناقنا الى ان تستفيق كتلة حرجة من المصريين خاصة الشباب عماد المجتمع و وقود الثورة و الحضارة فى آن واحد.

تستلهم هه الكتلة مفاهيم تنادى بها المصريين بعد سبات مئات السنين , مفاهيم الحق و العدل و الحرية و المساواة.. تلك مفاهيم الثورة الحقيقية التى ضحى من اجلها المئات و لم يكن منهم من يقامر على مستقبل بلده او يراهن على مداهنة نظام.

اللهم لك نبتهل فى هذه الساعات ان يستطلع الشباب الثائر لوطنه  حقا و يستلهم وقوده ثورة حقيقة تستقلع الفساد و الظلم الخائف و المرتبك فى نظام ضبط عاريا بالجهل و محدودية الافق سواء السياسى الاجتماعى او الاقتصادى التنموى او حتى الإعلامى الخزعبلى!

تفصلنا هذه الليلة عن نهار جديد ربما تستبان فيه ملامح شعب يأبى شبابه الخضوع, و تعجز حضارته على النسيان. ربما هى ساعات اخيرة و لكن فى عمر من ؟ هل فى عمر الثورة الفائتة ام فى عمر النظام المفتأت على حرية الوطن  و سلامة مواطنيه!




  • 2

   نشر في 24 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Mohamed Ismaiel منذ 8 سنة
أظن الرسالة وصلت ....!
0
Ahmed Sabri منذ 8 سنة
احسنت ياصديقى ....المحتوى رائع فى المرة القادمة اتمنى تقليل الكلام.
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا