الم مكنون - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الم مكنون

  نشر في 31 مارس 2019 .

تتواري عن اعين الناظرين ظلال اشجار مورقة تحف بنافذتها الزجاجية من كل موضع..  بدت النافذة العين التي تري بها الحياة و هي تتواري عنها في آن واحد.. 

تآوي الي غرفتها المظلمة التي تتخللها شعاع قنديل صغير ينير انارة خافتة الموضع..  تغلق الفتيل حتي يمسي الغرفة مظلمة حالكة السواد..  

تراه من خلال الظلمات بردائه الابيض و القنديل الصغير الذي حمله بين كفيه.. يقترب منها بسكون و حركات خافتة.. و هو يعطيها مفتاح السرداب..  ثم تراه و هو يتسلل الي النافذة الذي يقفز منها سريعآ حتي يختفي تمامآ في الحال.. 

طرقات شديدة علي الباب جعلتها تعود الي وعيها اطلقت لجسدها الحركة..  ولجت الي الباب لتفتحه و قد تجهم وجهها..  تنظر اليها بسكون امرأة خمسينية آل بجسدها العلل..  تدخل الي الغرفة تلقائياً و قد آلت مظاهر الغضب علي وجنتيها.. تنير الفتيل ليبدوا اضائة خافتة تنير الموضع..  

 تبدو علامات التعب و الاعياء علي الشابة التي استلقت بجسدها علي الاريكة بينما تنظر اليها المرأة بشفقة :

تبدين مريضة يا - جمانة -  هل انتي بخير؟ 

لا يا امي سيقودني ذلك العجوز الي الجنون حتمآ.. انا لم ارتكب جرمآ كبيرآ بحقه.. 

يبدوا انكي لاذلت تهذين يا ابنتي.. ما رأيك ان تخلدي للنوم.. 

اووه انا فعلا متعبة يا امي.. لكن ذلك العجوز يطاردني في منامي و محيايي.. 

اخبريني يا - جمانة - ما قصة العجوز هذا.. 

حسنآ يا امي.. منذ مدة ذهبت للتخييم في الجبال كعادتي..  اسكنت السيارة بعيدآ و ترجلت علي قدماي كان الليل ساكنآ و الظلمات تحف بالموضع..البرودة الشديدة جعلتني آوي الي احدي الدخلات الجبلية..  تواريت بها عن البرودة..  كان الموضع يبدوا ساكنآ بلا حراك..  ظهر لي من العدم ذلك العجوز الذي اعطاني مفتاح السرداب كما اطلق عليه و يتركني دون ان اعي شيئآ.. 

و من ليلتها و انا اراه في كل موضع يعطيني المفتاح.. 

ما تقولي محض هراء ليس معكي اي شئ..  تبدين مريضة...  

نظرت - جمانة - الي السقف الزجاجي.. الملون بأشكال متعددة الا انها لمحت امر لم يكن لها بالحسبان.... 

لمحت علامة المفتاح منقوشة وسط السقف يواريها سهم يشير للاسفل..  

صرخت جزعة و القلق يعتريها :

ما هذا يا امي... 

لا ادري انتي من احدثتي هذا النقش العجيب ليلة امس... 

ماذا؟؟؟  و لكني لا اذكر اي شئ....  

انصحك بأخذ قسط من الراحة - جمانة - انتي لست بخير ابدآ.. 

اجل يبدوا انني لست بخير فعلا... ربما اخلد قليلا للنوم.. 

انتظري يا - جمانة - انا اريد ان اعرف ماذا سيفعلين في امر - عمار - انه يجلس في فناء المنزل... 

امي هل تمزحين - عمار - مات في حادث حريق بمنزله منذ شهر... انظري هذا الحادث منشور في الجريدة... 

لا يوجد اي حادث حريق يا - جمانة - في الجريدة هذا خبر زفاف... 

تصرخ - جمانة - بغضب و قد ارتجف جسدها من الخوف...  ما هذا الذي يحدث حولها؟؟؟  

تشعر و كأن رأسها قد ثقلت خيم الظلام الموضع حتي باتت خارج الوعي تمامآ.. 

تري العجوز و قد اتي اليها فرحآ و متهلالآ و هو ينظر اليها و هي جاثية في مغارة جبل مظلم يقترب منها و يعطيها مفتاح السرداب هذه المرة تتبعه ليدخلآ الي سرداب طويل..

ذهلت عيناها لما رأت.. اكوام من الرماد المتناثر من حريق منزل - عمار - و بقايا متناثرة من عظامه المتحللة...  رات علي جانبي الحائط ورقة صغيرة مسجاة منقوش عليها اسمها.. كانت تدر الخط.جيدآ انه خط عمار بدات تقرأ الورقة :

- عزيزتي - جمانة - لم اجد اقرب منك الي لاترك معه هذه الامانة..  اما قد آل للروح ان تعود الي بارئها..  ساترك معكي قنديلي الذي كان شاهدآ علي لحظات رحيلي....  الي اللقاء عزيزتي.. - 

كانت تنظر حولها و هي متعجبة اقترب منها العجوز مبتسمآ ثم تواري عن اعينها في الحال.. 

فتحت عيناها لتجد نفسها محاطة بامها و الطبيب كانا ينظرون اليها بشفقة كانت تئن بشدة و هي تتحدث :

امي احضري لي القنديل حالآ 

لا ادري يا - جمانة - من اين لكي بهذا القنديل 

تعطيها القنديل تمسكه - جمانة - بين كفيها تلمح بداخله منديل مسجي عليه نقاط دماء - عامر - في لحظات الرحيل.. 















  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 31 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا