يؤلمني جدا أن أرى اليسار التونسي المتحزب يخون أرقى و أسمى مبادئه الأممية! مواطن العالم د. محمد كشكار
يؤلمني جدا أن أرى اليسار التونسي المتحزب يخون أرقى و أسمى مبادئه الأممية!
نشر في 29 غشت 2014 .
يؤلمني جدا أن أرى اليسار التونسي المتحزب يخون أرقى و أسمى مبادئه الأممية! مواطن العالم د. محمد كشكار
يؤلمني جدا أن أرى اليسار التونسي المتحزب الذي يحز في نفسي عدم مساندته، أراه و يا ليتني ما رأيته، أراه يرشح بعض رؤساء قائماته على أساس قَبَلِي (عروشية). لا فائدة من ذكر الدوائر و القائمات و الأسماء، لأن هدفي هو النقد لا الإحباط أو التشهير، و من جهة أخرى احترما لبعض الأصدقاء اليساريين المنتمين و هم من الرفاق القلائل الذين لا زلت أحترم انتماءاتهم و هم لا يزالوا يحترمون استقلاليتي و يتابعون مقالاتي الفيسبوكية النقدية، حتى الموجهة منها ضد سلوكاتهم الحزبية و مرجعياتهم الإيديولوجية المختلفة، ماركسية أو لينينية أو تروتسكية أو ستالينية أو ماوية أو خليط من ذا "أتوم" و من ذاك "أتومان".
و الله لو لم يشاركوا في الانتخابات في بعض الدوائر التي تستوجب باراقماتيا هذا الحل التعيس، لَكان أفضل و أشرف و أحفظ لكرامتهم. لم أكن أتخيل أن يفعل الطمع و الانتهازية بهم ما فعلا. لم أكن و لن أكون إن رضيت لليسار التونسي المتحزب بهذا التدحرج و الانحدار. يفعل اليسار بنفسه ما يفعل العدو بعدوه، إنه يهدم في ساعة ما بناه في تونس على امتداد نصف قرن و يخون شهداءه و ينقلب عن مبادئه الأممية السامية و يرضخ للمحاصصة القبلية و العروشية، لا لإصلاح ذات البين بين القبائل (و هنا ينطبق عليهم المبدأ الإسلامي الشرعي: "الضرورات تبيح المحظورات")، بل للفوز بمقعد "مُعَبَّدِ" في البرلمان القادم. "رُبّ عذر أقبح من ذنب".
خلاصة القول: التونسي، تونسي انتهازي طمّاع ضيق النفس و محدود الأفق، يساريا كان أو إسلاميا أو قوميا أو ليبراليا!
إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 29 أوت 2014.