لعنة البدايات, ونعيم البدايات.. التأرجح بين مشقة البداية و تكبد عناء الطريق وبين التمرغ في جنانها و شرب مياهها الحلوة.
مررت بمختلف البدايات و خَبَرتُ حلوها ومرها, إحداها تعصف بك,لا يذود عنك إلا جلدك الرقيق, أو أنها تمسك بتلابيب عنقك فترفعك عن الأرض وأنت_أيها المخلوق مسلوب القوة_ لا تملك إلا يديك وذراعك سلاحاً. أخرى كنسمة شتوية رائقة وأنت في كاملِِ من الدفء و كوب الكاكاو اللذيذ في يدك, ألا يكتمل هذا المشهد بفيروز؟
ثم هناك الوجه الآخر للبداية الحلوة, لو كنتَ أحد الذين لا تغادرهم أدمغتهم ولا ينفصلون عن أفكارهم حتى في أكثر اللحظات صفواََ, فلابد أن تباغتك هذا الفكرة: هذه البداية إلى نهاية!
أذكر أني ذات صباح كنت على موعدِِ بصديقة فصلت بيننا الكثير من الكيلومترات و الشوق, كنت في غاية السعادة و النشاط.. ولم تلبث أن استيقظت أفكاري, لـتخبرني أنّ هذا اليوم إلى نهاية وأني وهي سوف نعود إلى البعد.. فانتهت البداية!
حين يُلزِمُك الطريق أو تُلزِم قدمك به, لابد أن تنتهل ماء البداية العذب حتى آخره, وأن تغض بصرك عن كل المنغصات, حتى لو أضطررت أن تغمض عينيك.. هذا العمر واحد.. استمتع!