استفقت اليوم... ربما مثل البارحة
استفقت اليوم... ربما مثل البارحة
نشر في 20 فبراير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
استفقت اليوم من نومي ربما مثل البارحة. في نفس التوقيت استفقت من نومي و يقظتي . من نفس الفراش الذي أتعرى له و يتعرى لي، أضمه و يضمني، استفقت اليوم مثل البارحة. استنشق الحلم الوردي وانظر إلى سماء كئيبة وقد كانت مشمسة البارحة. استفقت اليوم عكس البارحة، أشعر بألم يعصرني و أمل يأسرني، استفقت اليوم وأنا أرى أيامي بين القصة و الغصة، بين المنحة و المحنة بين أنا اليوم و أنا البارحة.
اليوم استفقت يعصرني ألم ما قد مضى، و يحدوني أمل أأمل فيه أن يأتي غذ دافئ كشمس البارحة. استفقت أحلم بحب دافئ في زمن يعود بي إلى ما قبل البارحة... متيقن أني قد أعود غدا و لكن عمري لن يعود كالأمس و لا شيء سيكون مثل البارحة.
استفقت أساير مصيرا و أتصور مسيرا ، أه من استفاقة في فراش أتحسر فيه على ما مضي مثلما لو بعثت بعد موتي من قبر نادم فيه على ما قدمت لحياتي البارحة.
استفقت كطفل صغير خائف أن ترحل أمه و أنا الذي دونها سأشتاق إلى البارحة، أخاف أن ترحل كل يوم فأقول في غذه قبح الله البارحة. استفقت خائفا من أن يرحل أبي و يصير ذكرى مثل أمي مثل البارحة.
رحل الجميع ، وقد رحل رحيق العمر و الأمس و البارحة. لم يعد لي الا خوفي من حقيقة جارحة، لم يعد لي الا خوفي اليوم ، و غدا سأقول عنه ما أروع البارحة.
صرت أخاف و أنا كبير، من اليوم و الغد و البارحة وقد كنت أرى الخوف ليس إلا لطفل صغير يعيش اللحظة و لا ينظر للبارحة... صرت أحلم كبيرا باليوم يأتي بالغد يقتفي أثر البارحة.
اليوم امتشق حنيني إلى البارحة، امتطيه بكلمات حروف معانيها كالحة. اليوم أسح أمالا غدها يأمل في البارحة، اليوم أكتب كما كتبت صغيرا كما كنت البارحة .
اليوم أحلم كما الصغار، بحلم كما الكبار ، أعيش فيه قصة حب دافئة لاتسقط ورقاتها و لا يكون في أزمنتها الا لحظة ممتدة دافئة، لا تعرف أمسا ولا غذا و لا البارحة، احلم بحب يعفر ماتبقى من بقايا البارحة في حنان دافئ لا ينتهي كما البارحة.
اليوم ما أطيب اليوم بعد أن يمر، لأني سأشتاق في غد إلى البارحة. اليوم استفقت هل سأستفيق غدا و أقول ما أشبه اليوم بالبارحة.
باريس 20 فيفري 2016
التعليقات
حتما حولنا نعم كثيرة لا تحصى محروم منها الكثير من الناس يجب ان نحمد المولى عليها لتزيد في حياتنا..
و لكن الحب شيئ لا نستطيع تفسيره و لا التعبير عنه بالكلمات ..شيئ إن غاب احسسنا بخواء و فراغ في أرواحنا لا نستطيع ان نملأه رغم النعم التي تحيط بنا ..و كاننا في عالم الذرً عند أنشطار الارواح كما يقال ..ضيّعنا نصفنا الحقيقي ..و في رحلة الحياة صادفنا انصافا اخرى و لكنها ربما كانت نُسخا قريبة من نصفنا الحقيقي او مغايرة له ..و لكنها لم تكن هو ..
فلم تستطع أرواحنا ان تهدا رغم موجات المحبة التي تحيط بها من كل جانب ..إنّ ذلك فوق طاقتها لأنّ جرح الإنشطار و الإنفصال الاوّل لم يلتئم ..