رؤى الحجاز

فيصل البكري

تنتشر في بلادنا الاف من ورش الإصلاح سواء مكنيكية أو كهربائية.

وقد لا يخلوا حي من الأحياء إلا ونجد أمامنا العديد منها يعلوها يافطات نقرأ خدماتها المقدمة ونحنُ في حيرة من أمرنا لتقودنا إلى المجهول.!

يا صابت وشكرنا. يا خابت وحسبّنا.

حيث يزاول مهنة الإصلاح في تلك "الورش" عمالة من جميع الجنسيات دون إستثناء. فجميع اللغات متاحة حتى لغة الإشارة.!

وهي ظاهرة تستحق النظر إليها من قبل الجهات ذات الإختصاص وفي مقدمتها أمانات البلديات.

وبصرف النظر عن بيئة تلك الأماكن الملوثة في مختلف جوانبها وإستغلال قاصديها. خلاف الآثار الجانبية المختلفة الناتجة عن عشوائية الصيانة وعدم الإلتزام بقواعد السلامة من قبل "البشمهندس" الذي أطلقه عليه البسطاء من أبناء المجتمع.

فحقيقة تلگ "الورش" ما هي إلا حقول للتجارب عانى منها الجميع جراء الفوضى في ظل الرقابة المفقودة من قبل الجهات المعنية التي لم تعرِ إهتماما للمهني المؤهل للعمل داخلها. فتركت من أماكنها ملفا لمن لا مهنة له وحقلآ للتعلم على حساب الغير.!

فالنظام الذي أقر بضرورة وجود شهادة مهنية للعامل سواء كان سمكريا أو كهربائيا أو ميكانيكيا غير مطبق ولا زال أسيرآ داخل أدراج المكاتب لنجد "الورش" تعج بكل من هب ودب وعلى بابگ يا كريم.!

فالكثير من الأخطاء المهنية ترتكب في حقنا كل يوم دون إيجاد حل لها.

وفي المقابل ندفع ثمنها نحن بسبب عدم وجود الخبرات الكافية لدى العاملين في تلك المواقع. مما يعرضوا مصالح الكثير للأضرار المباشرة الناتجة عن أخطائهم.

ومن ثم تنصلهم من تبعات تلك الأخطاء.

فكم وقع الكثير ضحايا لدفع "قطع غيار" غالية الثمن ليس لها علاقة في الخلل الموجود في مركباتهم لأن خبراء الورش طبقوا المثل:

"جلد ما هو جلدك جرّه على الشوك"

يجب على الجهات المسؤولة أن تعي بأن سلامة الأنفس وأموال الناس تقع تحت طائلة مسؤلياتهم المباشرة وأن تكون هنالك فرق مراقبة هي الأهم من توزيع المخالفات العشوائية على أماكن ليس لها علاقة بسلامة وحياة الإنسان.

فعندما يتقدم شخص لأفرع البلديات لإستخراج "رخصة ورشة" يجب أن يخضع لقوانين وأنظمة صارمة تمنع كل متطفل ما لم يكن مؤهلا وحاصلآ على شهادات فنية تجيز له مزاولة الأعمال المهنية.

وفي المقابل يجب أن تكون هنالك جهات نشطة تعمل على رد الحقوق لأصحابها في حال حدث خطأ أثناء الصيانة بدلا من التعاملات التي تجري "مشافهة" بين صاحب المركبة ومسؤول الورشة.!

فنحن لسنا بمنأى من العالم في تطبيق الأنظمة ومنع التجاوزات التي ترتكب في ظل رؤية يجب أن تكتمل فيها كافة أوجه الحياة لمجتمع حال بينه وبين العالم المتقدم خطوة والله الموفق.