خطرت لي فكرة تجربة القردة الخمس بعد أن نشر أحد أصدقائي على جدار صفحته في الفيسبوك قوله :"في بعض الأحيان نجد أنفسنا نصفق و لا ندرك لماذا نصفق " بعد حضوره لملتقى وطني لحزب سياسي. فالإنسان يتأثر بمن حوله وبما حوله من أشخاص وأحداث وأشياء.
إليكم التجربة.
وضع مجموعة من العلماء، خمسة قرود في قفص واحد، كما وضعوا في وسطه سلم، وفي أعلاه وضعوا بعض الموز , وقاموا بالتجربة التالية:
في كل مرة يحاول أحد القرود تسلق السلم لأخذ الموز، يقوم العلماء برش باقي القرود بالماء البارد.
وبعد عدة محاولات من القرود الخمسة تسلق السلم لأخذ الموز ، فقد ظهر سلوك معين لدى القردة ، إذ أصبحوا يقومون بمنع و ضرب كل قرد يحاول تسلق السلم حتى لا يرشهم أحد بالماء البارد.
وهكذا ترسخ السلوك بالقردة مع مرور الوقت ولم يجرؤ أي منهم أن يصعد السلم لأخذ الموز ، خوفا من الضرب ، بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قردا جديدا.
ومن الطبيعي أن أول ما يقوم به القرد الجديد هو محاولة صعود السلم ليأخذ الموز ، لكن على الفور فإن الأربعة قردة الباقين يضربونه ويجبرونه على النزول.
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري السبب.
قام العلماء أيضا بتبديل قرد آخر من القدامى بقرد آخر جديد ، وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب ، وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة ، حتى تم تغيير كافة القرود الأولى وصار في القفص خمسة قرود جديدة لم يرش عليهم ماء بارد أبدا ، ولا يعرفوا شيء عن ذلك الماء البارد ، لكنهم استمروا بنفس السلوك ، إذ كانوا يضربون أي قرد تسول إليه نفسه صعود السلم دون أن يعرفوا ما السبب.
للأسف هذا ما يصنعه مجتمعنا بنا فهم يحاولون دائما أن يجعلوننا أغبياء, وهم في بادئ الأمر يفعلون هكذا دون أن يعلموا لماذا يفعلون بنا هذا ولكنهم يخطون خطى السابقين.
كثير من الناس يتطبعون بهذا الطبع مثل القرود تماما وهذا هو الغباء بحد ذاته.
هناك تصرفات عديدة في حياتنا ، في منزلنا ، في عملنا ، في محيطنا ، لا نعلم الأسباب الحقيقية من ورائها ، ومع ذلك فمنا من يستميت دفاعاً عنها بالرغم من عدم معرفته بالدوافع الحقيقية لها،لهدا يجب على الإنسان أن يسأل نفسه حين يتصرف بسلوك ما. لماذا أتصرف هكذا ؟ ، حتى يتبين له مكامن الخطأ ويتبين له السلوك الصحيح من السلوك الخاطئ , فلابد للإنسان من أن يبحث عن ذاته.