تتبدّل المشاهد في مسرح الحياة، حيث تمتلئ خلفياتنا في بعض الأحيان تاره بشخصيات تمارس فنًا خفيًّا، ينصب تركيزها على تسليط الضوء علينا في غمرة مقارنات مُلَفِّقة ! نعم عزيزي القارئ صدق أو لا تصدق !

هذه هي قصة الأرواح الخبيثه التي تجتاح سكوننا بنفوذ ماكر لتتخذ منه ساحه بكل وقاحه وجراءه مطلقه للحصول على أهدافها الخاصه لسرقة تلك الأرواح منا برغبة لتحقيق أهدافها الدنيوية المرجوه بلا مجهود.

لكن كيف ومتى يحدث هذا الشيء؟! انه تسلسل معقد وخفي ومدروس يمارس على غفلة في لحظاتنا الهادئه من دون انذار مسبق ومن دون تحذير، لتحاكي و تقلّب بين ثنايا أرواحنا الصافيه الطيبه من دون رقيب.

قد يتبادر إلى ذهن الفرد أفكارًا مُختلفة ومُناوراتٍ مخفية، لكن القليل هم من يدركون كيف تُصوِّب وتُرمى تلك المقارنات الغير مباشره والمبطنة أنظارهم نحو أهداف ليست من اختياراتهم.

تشهد المسرحية المحكومة بالمقارنة زخمًا غير طبيعيًا، حيث يبدو كأن كل فرد يتسلح بتلك المقارنات كوسيلة لتحقيق أهدافه. لكن في النهاية، لا تكون المقارنة مسألة انتقالية بسيطة، بل تصبح طريقًا مُتعرجًا يتحكم فيه آخرون بمسار حياتنا بالخفاء من دون اعلان رسمي ومباشر.

ولكن هل نحن فعلًا مجرّد ضحايا لهذه المقارنات المُخادعة؟ أليس بين أيدينا أدوات القوة التي تحافظ على استقرار سكوننا و توازننا؟ لنكن واعين لما يحدث حولنا، ولنكن قادرين على التفريق بين مقارناتنا الخاصة وتلك التي يُلقونها علينا. لنتعلم كيف ننقح وننظم مشهد حياتنا الخاصه، بدلًا من أن ندع الآخرين يفرضون علينا أوجه مقارناتهم الشخصية.

في نهاية المطاف، ستبقى السكينة هدفًا يستحق السعي لتحقيقه، ولن يأتي ذلك من خلال محاولة الوصول لمعايير الآخرين، بل من خلال بناء منزلنا الداخلي على أسس من التفرد والاحترام. فلنجعل هذه الرحلة تصقلنا وتبني لنا جسرًا نحو عالم من السكينة والانسجام و لنكتبها بأحرف من الشجاعة والتفاؤل، لنصل إليها بحكمة إلى شواطئ السكينة التي طالما سعينا لتحقيقها.