هل مازلنا نطالبكم بترك الانثى لتعيش كإنسان له حق فى الحياة ؟

ختان الإناث هو من أقدم العادات التي ما زالت الى الآن مستمرة وكإنه من المُسلمات !

وبالرجوع الى تاريخ بدء هذه الظاهرة الوحشية نجد ان المؤرخ الاغريقي القديم "هيرودوت" الذى زار مصر تحدث عن هذه الظاهرة فى كتابه الثاني "التاريخ" وقال : إن عادة الختان نشأت عند شعوب وادي النيل ثم انتشرت عن طريق الاتصال بين الحضارات ...

الختان لم يتم الانتباه له وتجريمه من قبل المنظمات الحقوقية العالمية الا بعدظهور مُضاعفاته وتوابعه .

وهناك 27 دولة فى القارة السمراء تنتهج هذا النهج وفى مقدمتهم مصر طبقاً لإحصائيات منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" حيث بلغت نسبتها 97 %  وبدأت تتراجع فى الاعوام الاخيرة بعد تجريم العادة فى القانون المصري لعام 2008 وبدأت تتغلظ العقوبات حتى وقتنا هذا للقضاء على هذه الكارثة ولكن يبدو ان ما يحدث هو محاولة للحد منها ليس إلا .

"ختان الاناث" حسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو إزالة جزئية او كلية لجزء مسئول عن الاثارة فى العضو التناسلي الانثوي دون سبب طبي لذلك .

ولكن السبب الحقيقي وراء هذه العادة ليس طبي بل إعتقاد لدى أصحاب "البربرية الفكرية" أن هذه العادة تحافظ على سلوك الانثى وتحميها من الميول الشهوانية والجنسية !

دعوني اقف لحظة عند هذا وأتساءل ... ربما فى العصور القديمة لم يكونوا على قدر واسع من الثقافة فأبتدعوا فكرة بناءً على ما يروه صحيحاً وقتها ولكن سؤالي لنا الآن .. هل مازال لا يوجد لدينا من الوعي والادراك ما يكفي للمساهمة فى القضاء على هذه الهمجية !هل لا نملك نظرة مستقبلية بعيدة اعمق من ذلك ! هل ننتظر منظمات حقوق المرأة والطفولة لرفع الشعارات والتحدث عن الامر وكأن اصحابه من "ذوى الإعاقة" !

كم رجل و امرأة يعانوا من برود حاد فى العلاقة الحميمية بسبب هذه العادة وبرغم ذلك يضعون إبنتهم فى نفس الوضع !

لماذا تتعاملون بسلبية ولا تقدرون حجم الكارثة وكأنها شيئاً مقدساً واجب الحدوث برغم تجريمها فى كل الاديان السماوية؟

 هل تعلم حجم المعاناة النفسية التي تواجهُها الانثى التى وقع عليها الختان !

هل تعلم انها تتم بأدوات ملوثة وفى القرى والنجوع تتم بآلات حادة بدائية كـ "الموس" !

هل تعلم كم الامراض وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالخوف الذى يلازمها فى الحياة !

هل تعلم عدد المرات التى تجنبها فيها زوجها وتركها اثناء العلاقة الحميمية مما أدي لشعورها بالنقص !

هل تعلم كم مرة ساهم هذا فى زيادة معدل الطلاق والزنا والخيانة !

واجب علينا ادراك حجم الكارثة والتعامل معها على انها امر ليس هيناً على المجتمع ويجب ان يعلم هؤلاء ان السلوك السوي للأنثى والرجل ناتج عن التربية الدينية السليمة وثقافة النقاش بين الابناء والامهات والاباء لان الجنس غريزة موجودة بداخلنا لن يتم القضاء عليها ابداً ربما بهذه العادة تحاولون الحد منها لا بقتلها بل الذى يُقتل هى براءة وانوثة انسانة كل ذنبها انها خُلقت انثى فى مجتمع لا يعطي الحياة الا للذكور .