قصة قصيرة تحكي لنا عن الشعوذة والسحر واشياء بين الحقيقة والخيال

اللعنة

نادر جمال السيد :منز نعومة اظافري سؤال يطوف بداخلي يزلزلني .من ابي اين هو اخي نور .كلما ارا احد الاولاد يحضن والده كان ذلك يذيد في عزمي كي الح علي امي من ابي اين اخي نور؟ فتشيح بوجهها بعيد عني ,لم اتركها تهرب من عيني . اذهب اليها في الجهة المقابلة وعيناي تتوسل اليها تمسح بكفها الرقيق دموعي وهي تقول اخاف عليك يا ولدي من نار الماضي تحرق نور مستقبلك, اقبل يدها وانا اقول ليس لي مستقبل بدون ماضي سأجعل من الماضي ارض صلبة اقف بأقدام ثابته وانا انظر الي المستقبل لقد قطعتي لي وعدا بأن تخبريني عن مكان ابي عندما انتهي من دراستي وها انا الان نجحت بتفوق في كلية الحقوق .فما كان من الام الا دست يدها في صدرها وهي تقول ليس اعلم شيء يا ولدي انما الحقيقة تتكون بداخل هذ الاسم المدون علي سطح الورقة لم اعر انتباهي الي العنوان ولا بعد المسافة انما شد انتباهي اسم الرجل (ماهر السعيد) انطلقت علي احر من الجمر الي تلك القرية البعيدة كي اعرف الحقيقة السرمدية الملقاة في عمق المجهول .عند وصولي اعتاب القرية سألت عن ماهر السعيد .ابتسم الرجل وقد رماني بنظرة ساخرة وماذا تريد من هذا المجنون .فتمتمت بذهول مجنون ,نعم انه مجنون لم يكلم الناس منز عشرون عاما وقد اشار بيده نحو الشجرة .فرددت في دهشة .لم يكلم احد منز عشرون عاما, اتجهت نحو ماهر السعيد وما ان وصلت اليه فنظرت الي الشمس وهي اقبلت علي الغروب مساء الخير يا عم ماهر فما سمعت منه جواب غير نظرة قاسية القاها اليه تخبرني من انت كي تقتحم عليا دنياي وتفتح عالم المجهول الذي اغلقته منز سنوات ولا تزال دموعي تنضح مثل بئر لا يجف .اتجه الرجل يصطاد بسنارته العتيقة وكلما اخرج سمكة يلقي بها في حفرة بجواره مملؤته بالماء .جلست بالبعد عنه اترقب ما يفعله وهل هو مجنون فعلا ام حدث شيء له غير مجرئ حياته والقي به الي حافه الجنون ,نال مني التعب وتسحب النوم الي مقلتي فغصت الي اعماقه .في الصباح الباكر رمقت عيني امرأة تأخذ ما استطادة الرجل ووضعت امامه الطعام .شعرت بالجوع فمددت يدي اتناول بعض لقيمات معه لم يعر لي اي اكتراث ثم مضي الي سنارته ,هتف بداخلي عندما كنت اخفي شيء عن امي وانا صغير كانت تقول تمتمت بصوت مرتفع (يا صاحب السر ان السر قد ظهرا فلا تخفي عليا شيء فقد جاني به خبرا) جاش الرجل بالبكاء ونظر الي برجاء (من انت) انا الماضي جئت اطرق علي باب القدر لأعلم المجهول ,فردد الرجل بنبرة حزينة اترك الماضي فقد غلفه الالم ولا تنبش بداخله حتي لا يخرج رائحته العفنة ايها الشاب ؟كيف أتركك حتي تخبرني عن نور ولدك وعن السر الذي بداخلك لقد اقسمت عليك السيدة صاحبة هذه الصورة ان تحافظ علي ابنها نور ,جاش الرجل بالبكاء وهو ينظر اليها فقال الان حان الاوان كي ارتاح من تلك النار التي بداخلي سأخبرك بكل شيء لكن اخبرني من انت , سأخبرك من انا عندما اسمع قصتك ..ماهر السعيد يأكل لقيمات قليله ويلقي باقي الطعام في البحر

ويعلو صوته بالبكاء

كنت اعيش حياه سعيدة وهادئة مع زوجتي وولدي وكنت ماهرا في التجارة حتي لقبوني اهالي القرية بماهر السعيد

وفي ذات يوم من الايام كان شديد الحرارة وكنت حاملا فوق ظهري الأقمشة التي ابيعها فوقفت تحت شجره استظل بها من حراره الشمس فنادت علي سيده جميله تعطيني كوب من الماء البارد وكائن الماء به سحر لم استطيع ان يمر يوم دون ان اراها ولم اعرف اكان من جمالها الفائق ام سحر مس جسدي

وفي يوم وانا جالس معها ارت ان المس يدها غضبت وقالت أتريدني في الحلال ام الحرام اذا كنت تريدني في الحرام اذهب من ذألك الباب ولا تأتي هنا مره اخري وان كنت تريد الحلال اخي ممدوح سيصل في الغد من السفر

ماهر بل اريدك ان تكوني زوجه لي سأنتظر اخيك غدا كي اطلب يدك للزواج وجاء اليوم التالي وجاء الاخ وجلس مع ماهر وقال لقد

اخبرتني اختي عن كل شيء وانا موافق علي شرط ان تطلق زوجتك

وتبقي ابنك معك

لم اتردد و ذهبت الي المنزل وقالت لزوجت الان سنفترق غدا سأتزوج ولا اريد رؤيتك في المنزل وسيبقي ولدي معي

الزوجة بعد كل الحب الذي اعطيته لك تلقي بي في الشارع وتأخذ ولدي

ماهر اذهبي الي القاهرة فأنها مدينه كبيره واعملي بها وخذي تلك النفود معك تعينك علي الحياة

رفضت الزوجة اخذ النقود وقالت عدني ان تحرص علي حياه نور

ماهر اعدك بهذا

ويأتي فجر يوم جديد علي نور ولم يري فيه الام

ويطرق الباب وتدخل الزوجة الجديدة هي واخيها

ماهر يقول باستغراب ما الذي اتي بكم في هذا الوقت المبكر

ممدوح. اردنا الا يرانا احد لان يوجد كنز في الدار سنخرجه انا وانت فقط

ماهر ظل يبحت هو و الاخ حتي وصلوا الي بوابه الكنز وكانت علي بعد اربعه امتار ابتسم الاخ وماهر عندما روئ البوابة

ماهر كيف تفتح هذه البوابة

ممدوح ان تلك البوابة تفتح علي دم طفل لا يتجاوز الثلاث سنوات

ماهر هل تقصد ولدي

ممدوح نعم

ماهر يصرخ لا انه ولدي فكيف اضحي به

ممدوح اشار الي مروه ان تأتي بالخمر اشرب وانت ستكون في افضل حال

ماهر شرب الخمر حتي غاب عن وعيه وقتل نور ووضع دمه علي البوابة فانفرج جزء صغير وذهب والقي به في البحر

ممدوح بعد عوده ماهر قال اليوم ستكون الدخلة في تلك الحفرة امام البوابة كي تفتح

ماهر يجلس مع مروه في الحفرة ثم يقول انني قد هرب من جسدي الشعور بالرجولة فانا لا استطيع اتمام الزواج الان غدا سأذهب الي الطبيب وساري ما يقول

مع الظهيرة خرج ماهر من المنزل يتجه الي الطبيب لكن نسئ النقود يرجع الي منزله فيري الزوجة والاخ في الحفرة يتمان مراسم الزواج ينظر اليهم ويقول العشيق و العشيقة تخدعونني كي اقتل ولدي وانتم تأخذون الكنز

ماهر يلقي عليهم التراب كي يدفن خيانتهم ويذهب الي البحر ليقيم بجوار ولده

نادر يتركه وينصرف وهو يقول اي شيطان ساكن بداخلك ايها الرجل ولكن قدميه لا تستطيع حمله يقع علي الارض فيري

يد تمتد اليه فينظر فيري امه فيقول يا ليتني لم انبش في صفحات الماضي يا ليت قلبي صغي اليك

ماهر يعلم ان ذاك الشاب هو ابنه فيلقي نفسه الي البحر كي يواري

سوئه ما فعل ويجني ما قدمت يداه

بقلمي مصطفي الجارحي