لحظة إنفلقت فيها نطفة نور ، ولد على أثرها الكون معلنا عن بداية الحياة، وفي لحظة اتسع الكون في الفراغ فخلق منه النجوم والمجرات والكرات العجاب، وفي لحظة ولد انسان، ولد حيوان ، ولد نبات لتعمير الحياة، لم نتوقف عند صرخة الحياة ففي تلك اللحظة تعلمنا كيف نفتح أعيننا على الكون فقمنا على وقع أجسادنا نمضي للحياة دون كلل أو ملل ، نمضي للمجهول دون تحفظ ولا تردد ولا نعرف ما وراءه من مخاطر هواجس ، ورغم ذلك نمضي ومازلنا نمضي وسنظل نمضي حتى ينقض علينا شبح اللحظة يوما ما فيجعلنا تحت قبضة الموت نتصارع من يذهب أولا نحو مهاوي المجهول، تلك اللحظة كفيلة لإنسائنا كل شقيقاتها من اللحظات، ولست أذم هذه اللحظةأو أرمقها بالسب والشتام لأنها في نهايةالأمر لحظة الحقيقة القاطعة التي سنعرف فيها من نكون،وهل أفلحنا في أن نكون من نكون،عند هذا الحد ينتهي تمددنا ، نفوذنا ،سيطرتنا وكل شئ ،وعند ذلك ندرك كل شئ بعد أن أن أصبحنا لا شئ ! ، من تلك اللحظة. ....وإلى الأبد ... أجل سندرك أننا نهاب حقيقة فضاعة أنفسنا!.