عزيزي القارئ، إنه الثامن والعشرون من رمضان ولأنني أقدر تعبك بقراءة مقالاتي اليومية قررت مكافئتك الآن وقبل انتهاء الشهر الكريم. ما رأيك بأن ندخن الحشيش سويًا؟ اندهشت؟ ستندهش أكثر مع أول أنفاسك.
لقرون مضت كان يستخدم البشر مواد لها القدرة على تغيير حالتهم العقلية، مثل السجائر والكحول وكذلك المخدرات. ولكنني اخترت اليوم أحبهم إلى قلب الجميع، إذن ما هو تأثير الحشيش على دماغ الإنسان؟
أولًا نحن بحاجة إلى فهم كيفية عمل الدماغ. وتلخيصًا، الخلايا العصبية هي التي تقوم بمعالجة المعلومات في الدماغ، فعندما يتم إرسال النواقل العصبية من محور إحدى الخلايا مرورًا بالشجيرات العصبية ومنها إلى خلية عصبية أخرى، وتثبيطًا كان أو إثارة، ينتج شيئًا ما ينتقل إلى مختلف أجزاء الدماغ مع الحركة أو التفكير أو حتى التنفس يبدو أن الموضوع سهل، ولكن رغم ذلك هي عملية معقدة جدًا تستغرق أجزاء فقط من الثانية.
يحتوي نبات القنب (Cannabis) —والذي يصنع منه الحشيش والماريجوانا— على جزيئات تشبه تلك التي يتم إنتاجها في أدمغتنا الكانابينويد (Cannabinoids) ولكنها لا تتوفر في الدماغ سوى بكميات ضئيلة جدًا —يا للأسف!— مقارنةً بما ينتج منها في حالة وجود الحشيش.
في الطبيعي تصبح الخلايا العصبية هادئة تمامًا بعد تنشيطها وذلك لمنع فرط النشاط أو فقط لمساعدة دماغك في العمل بشكلٍ هادئ، ولكن بالكانابينول تتوقف هذه العملية في بعض أجزاء الدماغ فتزيل فترة الهدوء، وتسبب تضخمًا في أفكارك وخيالاتك، بمعنى أن الفكرة التي تخطر على بالك ستتحول إلى أعمق فكرة في الحياة. بالله عليك ألم تسأل نفسك من قبل “لماذا تستمتع هكذا بقرائتك مقالة لي؟“
دعني أضيف أنه لا يمكنك التركيز على الصورة الكاملة أو حتى أن تتذكر آخر لحظة في حياتك بشكل واضح؛ فأنت غارق تمامًا في خيال فكرة معينة تسيطر عليك. إلى متى؟ إلى أن تأتي فكرة غيرها وذلك بالتأكيد لأنه خلال عمل الحشيش لا تتوقف خلاياك عن العمل.
كما وجد أنه يؤثر أيضًا على مستويات الدوبامين (Dopamine) والنورايبنيرين (Norepinephrine) والتي غالبًا ما تؤدي إلى الشعور بالنشوة والاسترخاء وإحتواء الألم. ما زلت تفكر؟ قم سريعًا نحو أقرب (ديلر) ومن فضلك لا تنساني من حشيشك.
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.