أبدع أمير المؤمنين (عليه السلام) في جوابه عندما سُئِلَ من شخص هذا السؤال: "هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة، من غير أن تصغر الدنيا، أو تكبر البيضة؟ "فقال عليه السلام: «إن الله تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز، والذي سألتني لايكون" ، فلو قلنا هل يستطيع الله أن يخلق إلهاً مثله ، لا نقول أن الله لا يستطيع ، بل نقول أن هذا الأمر غير متعلق بقدرة الله ، بل هو أمرٌ ممتنع الوجود أو عدمي الوجود لا وجود له بالأساس أي أنه لا شيء ، وقدرة الله تعالى متعلقة بالأشياء فهو على كل شيء قدير ، أي أن قدرته متعلقة بالممكنات لا بالمستحيلات ، فالله رب الممكنات لا رب المستحيلات ، فاللفظ الشائع أن الله يحقق المستحيل لفظ خاطئ وليس موجودا في الثقافة الدينية ، لأنه كما قلنا أمرٌ عدمي أو ممتنع الوجود وغير متعلق بقدرة الله ، إلا لو قلنا أن المستحيل كان في نظر غيره مستحيلاً وفي أمر الله ممكن ، في أمرٍ خارق للعادة فهذا وارد التحقق إذا شاء الله ، ثم إننا نفهم من ذلك أيضاً أنه لا يمكن حدوث أن يخلق الله إلهاً مثله ، لأنه سيكون أمرٌ حادث مسبوق بالأزل (اللا بداية) والله سبحانه وتعالى أزلي الوجود ولا يمكن أن يُسبق بحادث (غير أزلي) ، ثم إنه سيندرج تحت قائمة المخلوقين والله سبحانه وتعالى خالق وليس مخلوق ، وهناك أسئلة أخرى لا تتعلق بقدرة الله ولا يمكن أن تحدث ومن أمثلتها: هل يستطيع الله "أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها" أو "أن يقتل نفسه" أو "أن يكذب" وغيرها من الأمثلة ، وأجوبتها كلها تندرج ضمن ما شرحنا وما أجاب به الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرواية التي ذكرناها ، فلا يمكن اجتماع النقيضين وهذه كلها نقائض لبعضها البعض.