لطالما راجعتُ في سورة النبأ و اخطأت ترتيب الآيات فجعل سبحانه خلق البشر من أزواج آيةً من آيات الكون فآدم و زوجه حواء هما أساس الخلق .. "وخلقنكم أزوجا" .. فتأتي الآيات بترتيبٍ ربانيٍّ محكم "وجعلنا الليل لباسا" فجاء ذكر الليل قبل ذكر النهار بل مباشرةً بعد آية خلق الأزواج.. كأن الله يخبرنا أن وجود الليل هو ليكون راحةً للزوجين و شيئاً مخصصاً مختلفاً عن النهار فالليل ملازم للخلق ليسكن المرء لنفسه و زوجه..
عند فقدان عزيز تختلف درجة الفقد و المعزة باختلاف درجة المخالطة و الإرتباط و الملازمة و تعوّد غياب الفقيد أو عدمه..
و أحيانا أخرى يكون هذا الكلام غير صحيح فقد تفقد أمٌ مثلاً ابنها الذي اعتادت غيابه عشرات السنين و مع ذلك تصيبها لوعة الفراق!
ويختلف في إطار ذلك نفوس الناس و صبرهم و تصبرهم!
لكن يقف الإنسان عاجزاً أمام من فقد رفيق دربه زوجاً كان أو زوجةً..
مثلاً إن ترك الزوج زوجته الأربعينية أو الخمسينية وراءه بعد عمرٍ عاشاه معاً ربما ثلثي عمرهما أو ثلاثة أربعاه!
لتصور ذلك نستطيع تخيل نشاط الناس كروتينٍ يوميّ يتفرق الناس صباحاً لقضاء حوائجهم، يقابل الناس بعضهم أثناء سير النهار و يفترقون، يجتمعون وسطه أو نهايته و يتفرقون، ما عدا الزوجان إذا اجتمعا في الليل لا يفترقان حتى يقبل نهارٌ جديد..
فيا حسرة من فقد مؤنس ليله و رفيق دربه
-
شيماء أبوعيسىمهندسة أبنية و إنشاءات | مدونة و طالبة في كلية التربية | مهتمة بالمجال الإعلامي