دخلت ... رقية ..إلي غرفتها ...في هدوء .

.. ثم وضعت ..كوب الشاي بالنعناع ... الساخن ... علي سطح المكتب في غرفتها ... الصغيرة ... وفتحت ..النافذة ...

لتسمح ..بتيار الهواء ..المنعش ... أن يهفو علي وجهها الملائكي ... بانسيابية .... فشعرت وكان ..روحها تهفو في رومانسية.. و قالت في نفسها

..الله علي هذا التوقيت .. الجميل ... حقا .. هو يدعوني ... لكي ... أبداء في الكتابة ....وبالفعل . أخرجت من احد أدراج ..المكتب ...قلم ..و بعض الأوراق .البيضاء.. و راحت تكتب ..ما يجول في خاطرها

من

. مذكراتها ... أفكارها .... أحلامها ... طموحاتها ... كيف عاشت السنين الماضية ... و كيف تتمني أن تعيش ...

وعلي صوت ..الكروان ... وقفت للحظات عن التدوين .... لتستمع .. للموسيقي الحالمة ..الهادئة ...التي تصل اليها ... من الشجرة ..القريبة ..من نافذة الغرفة .وهي تقول هامسة : الله ما أروعك ...سبحان الخالق الوهاب

.. و مدت يدها ... لتستمتع ..ببعض الدفء ..من أشعة الشمس الذهبية ....في الصباح الباكر ... وهي تردد أية من كتاب الله

: وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّس

ثم أغلقت ... عيناها في كسل ... و قررت ..أن تستكمل التدوين ..للمذكرات و الخواطر التي ..تجول في نفسها ..في وقت الظهيرة... و تسللت في هدوء ... كالمعتاد ... للفراش ... وقد نسجت ..خيوط الأمل ..وساده لها ..

وقد قررت ..أن تستسلم ..للنعاس ...

وعندها لم تشعر ... بأخيها الصغير ... وهو يدخل إلي الغرفة ..ثم يقترب من المكتب ... و يستخرج المذكرات ...ثم جلس ليقرأ ...ما فيها ..من مغامرات و أحداث .

.. ثم توقف ..عن صفحه بعنوان ... لسنا من كوكب الأرض ...

فشعر إن العنوان ...قد لفت انتباهه بشده ..و أثار فضوله للغاية ..فراح يقرا

.. كيف ..عاشت ..رقية ... في أسره ..ملتزمة لدرجه كبيره ... أسره منظمة ... طموحه ... تسمو إلي المثالية في التعامل مع الآخرين ... في الشارع و المواصلات ...في العمل و حتى في التعامل مع بعضهم البعض في المنزل ... أسره ..هدفها الفردوس الأعلى .. .وجنان الرحمن .. فكان كل أفرادها ...

. محبوبين جدا من الجميع ... لان من يتعامل معهم ..يستشعر مدي الرقي في أخلاقهم ... و حديثهم ... و كيف خرجوا من البيت الطيب هذا ..إلي الشارع و المدرسة ..فكتشفوا..عكس ما تربوا عليه ... فالغش ..يسمي مساعده ... والرشوة تسمي ..كرم ... والكذب ..يسمي ..مجامله ...

الشاب أو الفتاة ..الملتزم ..الذي يكرهه الصحوبية ...في نظر الكثيرين ...انطوائي معقد ... منغلق الفكر

حقا أسرتنا ... تعيش في زمن العجائب ....

فشعروا في البداية ..بالصدمة ... و الذهول ..لان الأب والأم ..نسوا أن يعلموا أولادهم ..

..إن الخير جميل ..لكن الشر موجود في النفوس أيضا ... و إن البشر ليسوا ملائكة ... وان عالم المثالية ...يمكن تطبيقه داخل جدران هذا المنزل ... بينما في الخارج ... و كأن الناس ..في غابة ..يتصارعون ... و لذلك ..فقد احتاجوا ..لوقت طويل... لكي يستوعبوا ... الدروس القاسية ... من الآخرين .. في هذا الحياة الدنيا ...

وفي النهاية ... أغلق المذكرات ... في هدوء .. و أبتسم ... وهو يقول ... عندما تستيقظ ..رقية ...سوف أسألها ... ساخرا ..من أي كوكب نحن ...

وبالفعل ... بعد عدد قليل من الساعات ...استيقظت أخته من النوم .... لقرائه القران ... ثم للذهاب لدار الأيتام ... ومن بعدها للمسجد ..لحفظ القران الكريم ...

فسألها .... من أي كوكب نحن يا رقية ..؟؟ .... فتبسمت ..ضاحكة...

وهي تقول ..يا شقي ..أذن فقد ..قرئت مذكراتي .. صدقا ... قد حضرت الإجابة علي هذا السؤال... و عندها ..أخرجت ... ورقه بيضاء ... و كتبته عليها جملة ما ..ثم لصقتها علي باب الشقة ... و رحلت ... وهي تضحك ...

فما كان من أخيها الصغير ..إلا أن قراء الورقة علي الباب ....و عليها هذا العبارة ...

منزل ..الكائنـات الفضائية ...

نحن من كوكب المريخ ....

_____________________________________________

تمــــــت بـحمــد الـلـه

..أحمد الشريف ...