عن الغروب الذي يفصل بيننا،
عن الشطّان والبلدان..
عن حيواتٍ عدة..
حيواتِ النجوم والدروب والشجر
تحيا طويلاً لتدرك يأسها
فتبحرْ.. بعيدًا بعيدا..
بأشرعةٍ واهنة
أشرعةٍ من خيوط العنكبوت..
تأخذها أبعد من عقدين أو ثلاثة
أضلّ من خطى المتعبين
وأشقى من حبيبيَن
ينئا ويبعُدا حتى يقربهما الموت
الموت يقرب الجميع ويعكس التناقضات ..
يدب في قلوبنا أسرع من الحب
وأشد من العتب كما ترين..
علّه يقربنا لو يعرف قدر البؤس الذي يعربد الجبين
لكن مالذي يعرفه الموت عنّا ؟
هل هو يقتص؟
يتخير؟
أم فقط مجبرٌ ككلينا؟
مجبرٌ على الوجود والرحيل
متهيءٌ ينقض على أي روح
يأخذها باليدين..
أو يسرقها أو تُهدى إليه علنا
ماذا لو بحثنا عنه ؟
طلبنا منه بكياسة أن يأخذنا معاً
ولو رفض نسترضيه
لكن كيف يبدو الموت ؟
متوشحٌ رائحة الخوف والرغبة
أو هو حائرٌ محتارٌ مستكين ؟
يرتدي عباءةً من رياح تكتويه
ينتظر و يُنتظر على عتبة الطغاة
يقتات من حقد الأمهات
ويمكث في السراديب..
وفي قلوب العاشقين.
ولكنه ضاحكٌ مستبشر، ليس بِشرا
بل لأنه يعرف أين يكون ومتى يفعل
يعرف الجدوى ولا متاع لديه
سوى نفسه وحبلٌ وقصيدةٌ لم تكتمل
يجر خلفه محصول كل صبح وليل.
يسأل الحياة لتعطيه
المزيد من الحروب والشتاء من السنين
والحياة كريمة ولكنها تبخل
تبخل بأرواح تزهق كل ليلة
كل يوم وكل ساعة..
مرة أو مرتين
ترى الموت ولا تمت
تراه يمر من خلفها وقبالها
لا يفلح في اصطيادها
فتستجديه..
بابتهال المساكين..
لا حيلة لدينا!
علّنا نطوي روحينا ونهديها إليه..
علّهُ يسهو ويطويها سوية.
-
الهنوف المقبل .أكتب من فترة لأخرى ما يعن لي من فلسفات حياتية .