بوابة " ظام " ( الجزء الأول )
مبنية على أحداث حقيقية بقلم : مصطفى أسامة
نشر في 04 نونبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
" إزاي معاه الحرف و عكسه ، إسمي بيعدو بيه ، كل ده حروف عاوزين تعدو منها ؟ ، إزاي العِّجْل ده جوا المكعب ، هو الحيوان اللي اسمه كامل هو اللي خبا المكعب ، في نار في جسمي حروف جوا مكعب أد كدا جوايا . يا حيوان و أنا هعرفك ليه ؟ تعمل صلة بيا و بالمكعب ليه ؟ . انا مش إسمي اللي بسمعه ، إزاي يقولها إسمها بالعكس "
بهذه الجمل بدأت معاناتي
يوم 16 / 8 / 2016 الساعة 2 صباحا
ركبت " ميكروباص " من منطقة العباسية إلى رمسيس بالقاهرة
جلست في المقعد الذي يخلف السائق مباشرة و كان بجواري مقعدين فارغين
و إذا بامرأة يبدو على جسدها حداثة السن على الرغم من ملامحها التي يبدو عليها العجز
ترتدي عبائة زيتية اللون إلى أسفل ركبتها بقليل
لون بشرتها يميل للسواد ,
تُمسك بورقة صفراء مجهولة الملامح
كتب عليها كلام لم أعرف تمييزه في البداية
أخذت توقف " الميكروباص " و تفتح بابه بقوة و تجلس بالكرسي الذي يجاور الباب على نفس الكنبة التي حملتني
تاركة بيني و بينها مساحة لشخص آخر
لم أتعجب في للبداية فقد تكون من الفتيات الملتزمات او القادمات من الأرياف أو ما شابه
حتى وجدت أعينها تجول في المكان و كأنها تبحث عن شيئ تعرفه جيدا حتى استقرت عيناها على الفراغ الذي بيني و بينها
و بدأت تظهر عليها علامات الضيق و الفزع
و شرعت في الكلام بقولها بصوت صارخ حاد : انت ورايا ورايا؟ إرتبك الجميع و و نظرو لها بخوف و ترقب
و كأن الجميع علم ما تعاني منه هذه السيدة و أنا كالمغفل لا أعلم و بدأ السائق يستعيذ بالله باحثا عن اذاعة القرآن الكريم و رافعا الصوت لحد الإزعاج دون أي اعتراض من الركاب
إستكملت حوارها بقولها : إسمي بيعَّدو بيه
و بدأت تحرك تلك الورقة في يديها و تخلخل الهواء ليسطدم بجسدها كله و كأنها تشوي شيئا أو تزيد من اشتعال جسدها
في البداية خطر في بالي أنها امرأة ضاع عقلها تسكن الطرقات
و لكن سرعان ما تغير رأيي بعدما شعرت بحرارة ساخنة تسطدم بي و كأن مدفأة تجلس بجانبي و الحرارة أخذت في الازدياد و الازدياد
عندها بدأت في تنفيذ أول فعل خطر في بالي
فتحت هاتفي و شغلت تسجيل الصوت و فتحت تطبيق الملاحظات و بدأت أدون ما تقول
لم تنظر لي و بدأت في البحث مره أخرى حولها و كأنها ترى أشياء تسبح حولها
و قالت بصوت مرتعد : كل دِه حروف عاوزين تعدو منها ؟
بدأت تظهر على الركاب علامات الإنتباه !!
عندها وَجَّهت كلامها لهم قائلة : في نار في جسمي , حروف جوا مكعب أد كدا جوايا ، و أشارت بيدها و كأنها تحمل ثمرة تفاح لتظهر لنا حجم المكعب الذي تحدثت عنه
و بدأت تظهر ملامح ألم ممزوجة بصوت أنين
و كأن هناك أحد يقوم بمعاقبتها لتحدثها معنا
هدأَتْ قليلا و هدأتْ حركة يدها و أدخلت يدها اليسرى في جيبها لتخرج جنيه و وضعته في يدي
و بمجرد أن وضع في كفي شعرت بسخونته
بحركة لا إرادية أخذت أقلبه في يدي لأخفف من حرارته و لأتأكد من أنه حقا ساخن و من ثم أعطيته للسائق فورا و جسدي تنتابه قشعريرة خوف
نَظَرَتْ المرأة للكرسي الذي يفصل بيني و بينها و قالت بغضب : يا حيوان و أنا هعرفك ليه ؟..... تعمل صلة بيا و بالمكعب ليه ؟
انتظرت ثواني معدودة و كأنها تستمع لرد على أسئلتها
ثم قالت : إزاي العجل ده جوا المكعب ؟ ، هو الحيوان اللي اسمه كامل هو اللي خبا المكعب
و بعدها أخذت تقول
انا مش إسمي اللي بسمعه ، إزاي يقولها إسمها بالعكس ؟! . إزاي يقولها إسمها بالعكس ؟! . إزاي يقولها إسمها بالعكس ؟
و أخذت تكررها مرارا و تكرارا بصوت غير مسموع و عينها تنظر للفراغ الذي يفصل بيني و بينها
بدون تفكير و بدافع الفضول أنزلت يدي لأضعها على هذا المقعد و أخذت أحركها يمينا و يسارا و أضرب بيدي عليه
و انتظرت حتى أرى رد فعل منها
نظرت ليدي نظرة استهزاء و بعدها رفعت عينها لتنظر مباشرة لعيني و كأن عينها بعثت لي بشعاع تحذير
نظرتها كانت حادة كالسيف
شعرت و كأن كل الضجيج حولي من صوت المحرك و أصوات السيارات
قد هدأ و أخذت دقات قلبي في التسارع و التسارع
و عينها تزيد من حدة نظراتها
و فجأة أبعدت عينها عني و نظرت للورقة بين يدها
و أخذت تفتحها بسرعة و إنفعال لتتضح ملامح الكتابات عليها
و رفعت الورقة واضعة إياها أمام وجهي و على بعد ليس بكبير
وكأنها تأمرني بالنظر لها
نظرت لها و لم أستطع أن أميز الكثير مما وجد عليها
( ديمون ، جيت ) و رُسِمَتْ رموز تشبه السوط واقفا
حاولت أن أبحث بعيني في أنحاء الورقة لأجد ما أفهمه لكن سرعان ما سحبتها من أمامي و وضعتها أمام السيدة التي تجلس في المقعد الذي يقع خلفي
هذه السيدة التي أخذت تردد آيات القرآن التي قُرأت في الإذاعة بخوف منذ أن صعدت تلك الملعونة
و بمجرد أن وضعت تلك الورقة أمام عينها
صرخت السيدة صرخة خوف و أبعدت وجهها و أغمضت عينها مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم
و مع الإستعاذة بالله عادت أصوات الضجيج مره أخرى و عاد كل شيئ لما كان عليه
و سحبت المرأة الورقة و طبقتها
و في هذه الأثناء صاح السائق : الحمد لله !! وصلنا رمسيس يا أساتذة
و بمجرد أن أنهى كلمته
فتحت الباب و انطلقت تسير بِخُطَى سريعةً مبتعدة عن المكان
نَزَلْتُ خلفها و بدأت في إغلاق التسجيل و حفظ ما دونته في المفكرة
و أنا مشغول بتفسير كل ما حدث
{ .... يتبع ... }
-
مصطفى أسامةصحفي " مستقل " عمري : 19 عاما أدرس : بكلية الإعلام
التعليقات
انصدمت من اسلوبك في سرد القصه !!! كون الأسلوب لشخص لم يتجاوز سن 19 !!
احسن قرار اتخذته هو إلتحاقك بتخصص الإعلام ،
وواثقة ان اسمك سيكون من ضمن الأقلام الرائجة في الصحف ،
لهذا السبب وضعتك ضمن قائمة المتابعون عندي ،
وإلى الأمام ~