رؤى الحجاز

فيصل البكري

يرى الكثير بأن المسلسلات التاريخية وخاصة الإسلامية كان ينبغي عدم تجسيد دور الصحابة فيها لمكانتهم داخل وجدان كل مسلم.

لكن الواقع لم يقتصر على تخريب القيم الإسلامية والإعتداء عليه من قبل المنتجين المحسوبين على الإسلام.!؟

بل وصل إلى قلب الموازين بحيث يصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً في الكثير من الأعمال الدرامية التي تجاوزت الحدود الشرعية بسبب تساهل المؤسسات الدينية والهيئات الرقابية للوقوف والتصدي لذلك العبث الذي تبناه البعض من أجل المال مقابل الحقيقة.!'

حيث كانت هنالك ممانعة قوية من قبل هيئة كبار العلماء والمجلس التأسيسي للرابطة لتجسيد صحابة رسول الله في أي عمل درامي مهما كان.

على عكس علماء الشيعة الذي لم يمانع أحدهم في تقديم هذه الشخصيات انطلاقا من ثقافة وطقوس (عاشوراء) التي يُقدم فيها فقرات تشخيصية تمثل رموز آل البيت في موقعة كربلاء.

وانطلاقا من الخطاب الفقهي الشيعي الداعم بصورة واضحة لرمزيات الإحتفال بيوم عاشوراء القائم على مخاطبة الجانب الوجداني لدى المتلقي بإعتبار الفن بوصلة محركة لوجدان الفرد المسلم.!

فيما نجد الموقف (المصري) أكثر مرونة وتسامحآ من المدارس الفقهية السنية الأخرى في تجسيد الصحابه بعد ما قام الممثل المصري (عزت العلايلي) في تجسيد شخصية الصحابي (أبي عبيدة بن الجراح) أحد العشرة المبشرين بالجنة. فأنطلقت من بعد ذلك تجسيد شخصيات عمرو بن العاص. وحمزة بن عبدالمطلب وبلال بن رباح، وغيرهم من الصحابة. بمباركة من الأزهر الفاطمي.!!!

وعندما أراد السوري (مصطفى العقاد) في إنتاج فلم الرسالة بدعم من قبل الرئيس الليبي (القذافي) الداعم للشيعة. عارضته المدرسة السلفية بسبب تجسيد الصحابة خلاف الأخطاء الفادحة والدسائس الشنيعة في الفلم ضد أهل السنة من قبل أحد كُتاب السيناريو الأمريكي (هاري كيغاف) وكُتاب الأزهر الصوفيين والوقف الشيعي اللبناني الذي وافق الجميع على ذلك العمل.! ومنها أكل كبد سيدنا حمزة. من قبل السيدة هند بنت عتبه.

وهذا ليس له أصل. لأن (وحشي) كان عبداََ لجبير بن مطعم. وهو من أمرَهُ ثأرا لمقتل عمّه طعيمة بن عَدي في بدر.

المشكلة الكبرى في مايسمى المسلسلات الدينية هي أنها تعطي معلومات مغلوطة معتمدة على جانب الإثارة لمتابعته ومحاولات تقزيم الشخصيات التي لها مكانة عظيمة في نفوسنا ومخيلتنا كأهل السنة والجماعة.

تجسيد صور الصحابه من قبل الفنانيين ظلت راسخة في ذاكرة أجيالنا عن دورهم العظيم في الجهاد وحماية الإسلام وتعاملاتهم مع العامة من البشر.

ولكن حينما يقوم الفنان بتمثيل أفلام فيها لقطات خليعة.

ينتج من خلاله تداخلآ فكريآ لأجيالنا بين تلك الشخصية التي كانت في رباط من أجل نشر الإسلام وبين الشخصية التي ترتكب المعاصي جهرآ وعلانية.

أخيرآ... من يقرأ المصادر الدينية والتاريخية الموثوقة.

لا يمكن أبدا أن يستسيغ أو يتابع تلك الأعمال المشوهة التي ينتجها الحاقدين من الطوائف الشركية لتجسيد صحابة رسول الله والله الموفق....