رجال لا يهابون الموت
عندما يبكي الرجال
نشر في 13 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الاربعاء الاسود 11 افريل 2018
سمعت مريم دوي الانفجار ،خافت جدا على اطفالها الذين غادروا متوجهين الى مدرستهم،حملت الهاتف واتصلت بزوجها تسأله عما حدث،طمأنها وعاود الاتصال بعد دقائق ،اخبرها بما لم تتوقعه،سقطت طائرة ليوشين قرب المطار العسكري، فاجعة اخرى .
تعلم جيدا انها تستطيع حمل عدد كبير من الركاب،تسمرت مريم امام التلفاز ،لا ناجين ،مئتين و سبع وخمسين شهيدا ،هم من جميع ربوع الجزائر ،بكت الجزائر حزنا على ابنائها ،بكت الجزائر على شهدائها ،و ستبكي لوقت طويل ،مفجع الموت دائما ،لكنه خطف الكثيرين مرة واحدة ،ثقيل هذا الحمل عليك يا قلوب ، غزير دمعك يا عيون ،طويل حزنك يا وطني ،تخيلتها ترى في وجهه جميع الوجوه الباكية ،سمعت صوت بكائه لاول مرة ، وجوه شهدائك يا وطني بيضاء مثل الياسمين ، دماؤهم حمراء روت ارضك مرة اخرى، عيونهم باسمة وهي تودع الاحباء ،وداع كان مؤلما في كل مرة وكان الاخير هذه المرة ،قبلت الام حذاء ابنها الذي علاه الرماد،بكى الاب ابنه،يده اليمنى كما قال،بكت الاخت اخاها كانت الام الثانية له بعد موت امه،وبكى الاخ اخاه ،بكى الجار جاره والصديق صديقه والزوج زوجته وابناءه، بكى الجميع ، بكى الجميع ، بكينا كلنا ،بكت الجزائر ودموعنا لم تجف بعد.وارتمى الجندي المنهار في ساحة العلم لساعات لم يستطع احد تهدئته ، فقد اصدقاءا صاروا اخوانه ،لا حول ولا قوة الا بالله.
تعودنا على صوتهم وهم يلعبون الكرة مساءا و يصرخون واااااي عند تسجيل هدف،تعودنا على انشادهم "قسما" كل صباح ، على ترديدهم"وطني وطني غالي الثمن" في كل وقت ،على رؤية الاهالي يوقفون سياراتهم لاقلالهم وكل واحد فيهم يحمل حقيبته على ظهره ،رأيناهم يساعدون السكان في اي امر يحتاجونه ،تعودنا على البذلة الخضراء والزرقاء و المزركشة ، فقدنا مئتين و سبع خمسين شهيدا ،رأينا الفقد في عيون من حولنا ،لم يستطع احد الكلام ،لحظاتهم الاخيرة كانت تشبه اخر اللحظات في كل مرة : نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. رجالك يا وطني لا يهابون الموت.
نحن نحس بكم ،نعلم هول الفاجعة ،لم ننسى شهداءنا ،شاركناكم الدموع والدعوات والرحمات ،شاركناكم شوقكم لهم وهم احياء واموات، و روت الامطار ثرى بوفاريك لتبكي مع الباكين ،ومازالت الشمس مختبئة خلف الغيوم منذ يوم الاربعاء في مدينة الورود والشهداء.
الموت اقرب الينا مما نعتقد فلنستعد جيدا للقائه،رحم الله شهداءك يا جزائرنا الحبيبة ، صبركم الله يا اهلهم وصبرنا الله معكم و عزاؤنا انه لا راد لقضاء الله سبحانه ،انا لله وانا اليه راجعون.
التعليقات
رحمهم الله و اسكنهم فسيح جناته ..
لا اظن ان تلك المأساة ستنسى بل تبقى محفورة بذاكرة الاجيال ..
كانت حادثة ..و قدرا ..
بكى الجميع ..
و لكن البعض إرتدى اقنعة التظاهر ..و تنكر بوشاح الحزن ..لقد ظلموا يا اختاه من طرف دولة ظالمة .
.لن انسى هذا ..
ابدعت حقا .في وصف الاحداث ...موفقة