لا تامنن الدار فالكل راحل
ويبكي الخليل خليله آلاما
لا ادري كيف السبيل ساقني
لانعي الحبيب والناس ترثانا
تلك المنازل ما عاد يسكنها
لا الدار دار ولا الجيران جيرانا
لو تعلم الذي نلقى بفرقتك
ابكينا الاحبه والعدو بكانا
ماذا نقول اذا الشوق ايقضنا
وصار الحرير نار وأكفانا
هبت الذكرى وثقل محملها
والماء اجاج والملح سقيانا
يا طيب الذكر ان النار مرقدنا
فلست بعد اليوم تلقانا
هو الموت لو تعلمون مراحله
يبدأ بوهم ويشتد أحزانا
تصحو وتغدو والايام دائره
ولست بالقادر على الاحزان كتمانا
لو تعلمون الذي نلقى بذكراه
او تسمعون للرحمن شكوانا
ما عادت الدنيا اكبر همنا
وصار الموت اقرب للقيانا
ماذا نقول اذا اشتدت مصيبتنا
يا رب انت الذي تطفىء البركانا
يا ليث ثائر لاقى من يعالجه
وزال من سواد الليل ألوانا
والعقل ما عاد القادر الخصب
الوهن أضعفه وما عاد بركانا
والريق جف وصار الجمر مسكنه
الشوك مرقدنا والصبح ممسانا
والجسم لا ارغب بسيرته
والله ما عاد كما كانا
ولا اجد غير الله اشكو له
ونعم بالله طبيب لشكوانا