أهرب منك وأشغل نفسي بأعمالي "طهواً، غسيل الأطباق،ومسح الأرض التي بالفعل مسحتها مسبقاً أو أُشغِلُ نفسي بأي كائنٍ يكن" ، أشغل نفسي وأُرهقها، أتعبها، ورغماً عنها أُبعدها، لستُ بقاسية ولا حتى بظالمة ولكني لم أكن لأسمح للأنهارِ أن تعودَ لمجاريها العكرة، لو كان مجرى الأنهار نقياً، لما منعتُها منك، أعرف و لا أنكر أن قلبي ما زالَ معلقاً بك، ولكن أنّى لهُ أن يعودْ وأنت أصلاً تنكِر لقلبي وجود.
أهربُ منك و أجدُكَ ضالتي و كأنَ عقلي قدْ حَفِظَ الطّريق، لمَ لم أجدك حينما بحثتَ عنك؟ ولمَ حينما قررت الفرارَ وجدتُكَ واقفاً أمامي؟ هل أنت قدري السيء؟
أعرف جيداً أنّي لا أعني لكَ شيئاً، ولكنَ الأمرَ كذلك لدي، فأنتَ لم تعُد تعني ليَ الكثير كالسابق.
أتعرف كم قمت بالعبثِ بأفكاري، ففي كل مرة أحاولُ نسيانك، أتبلل بوسادتي وأجدني غارقة، أأنت بحرٌ لتُغرقني؟ أم أنا لم أعرف السباحة يوماً؟
في كل مرة أهرب و أهرب أتعثر بك وأعود إليك ..
أعودُ إليكَ أنتَ يا قدري المُتْعِب.
بالله أخبرني! كم بريئةً أبكيتها؟ و كم مسكينة ظلمتها؟ وببحرِ هواكَ أغرقتها؟
أَكل فتاةٍ في يدكَ لعبةَ؟ أَتظُنُ نفسَكَ حقاً جيداً باللعب، لا يا عزيزي، سينقلبُ كل شيء ضِدك.
حينما يشكونَكَ لله، أتظُنُ أنكَ حينها تستطيعُ الفرار، ألا تخشى أن تُرفَعَ يدٌ للسماء وتشكوكَ لله؟
الله الواحد الجبار الأحد الذي لا شريك له، ألا تخافُ أي يفعلَ بكَ ما أنتَ بهُنَ فاعِلَه؟
ولكن هناكَ بريئةً واحدة، مظلمومةً واحدة ومسكينة واحدة، التي وقعت بالفخِ مُنذُ سنين، و ما زالت تحملْ لكَ في قلبها الحب والوداد وفي قلبها بَنَتْ لكَ منازل، منازل لتأويك، لتحبك، لتحميك، لتسعدك، ولتبقى جانبك للأمدِ البعيد.
بريئة لم ترفع يَدَها للسماء إلا لتدعو لكَ بالخيرِ وبأن يَغفِرَ الله لك ظلمك ويسعدك، أتُراكَ عرفتها؟
-
Bibi.x832ولي حكايةٌ مع النُّجوم .. لا يعرفها إلا ليلي ..