بقلم . محمود علوان
ينظر عبر زجاج النافذه المنساب عليها قطرات الماء إلى قطرات المطر المتسارعه تتسابق محاولة إختراق الأرض. ويستمع لأنغام الصوت الذى يعلو ويخفت. ينظر لتلاءلؤ القطرات فى أضواء مصابيح الشارع و يأخذه سحرها و هو يحضن ذراعيه ليزيل إحساسه بالبرد. و بجواره كوب قهوته الساخنه المتصاعد منها البخار. بعد أن ترك ما كان يقرأه على حاسبة المحمول. ليغوص فى عمق ذكرياته و طفولته البسيطه فى بيته القديم و الدفئ يغمره من الداخل بفرحة طفولتة و دفئ إسرته و من الخارج من دفئ الموقد الذى ملاء الغرفة كلها بالدفئ و صوت القدر عليه يغلى بالطعام المعد للعشاء و يتصاعد منه البخار و يكاد يراه بسبب الضوء الخافت من مصباح الكيروسين لإنقطاع الكهرباء بسبب شدة المطر. و يرى القلق فى عين والده خشية أن تتساقط عليهم قطرات الماء من السقف المتشقق. و لكن كان يغمض عينيه مطمأن بوجود والده بجواره و هو ملئ بالدف المعنوى والمادى. ثم يفتح عينيه على واقعة و مازالت الأمطار تتساقط و تتلألاء و صوتها يعلو و زجاج النافذه عليه القطرات تنساب والبرد يتسلل اليه فيمسك كوبه الساخن ليتناول قهوته ويعود لما كان يقرأه. و قد إمتلاء بدف الذكرى.
محمود علوان
-
محمود علواناكتب لاخرج ما بداخلى من مشاعر و رؤية للواقع من حولى لاشارك بها الاخرون عساى ان اجد من له نفس الروية