هذا وعد من الله فغَلَبَةِ الفقر في أمور الدنيا قد يعوض الله صاحبه خيرا من ذلك في الآخرة أو الدنيا والغنى في أمور الدنيا يُخَافُ على صاحبه أن يستعمل غِنَاه في معصية الله فيفقد آخرته أما من يتعرض للفقر والعوز إما أن يكون تطهيراً لذنوبه أو أن الله أحب أن يعوضه في آخرته إن شاء الله فقد يكون المتعسر حاله لا مكانة له بين الناس والمتيسر حاله له مكانة كبيرة بين الناس والمتعسر حاله عند الله أفضل بكثير من هذا المتيسر حاله وشخص يموت ليحصل على النعيم وشخص تمتد حياته ليحصل أَخْيِرَاً على البؤس والخسران فقد يكون عذاب الدنيا هو في جوهره نعيم ونعيمها هو في جوهره عذاب وكلما ابتعدنا عن المعاصي ذقنا لذة الطاعة المُسْتَحِقَةُ للثواب وكلما استمالت قلوبنا نحو المعاصي أصبحت للمعصية حلاوة زائلة مُسْتَحِقَةٌ للعقاب فأبعد عنا يا رب حُبَ الدنيا واجعل الآخرة أكبر همنا.