من قصص رمضان ٢ ( حسبنا الله ونعم الوكيل )
وثقت ذلك منه شخصياً وهو أحد جيراننا ، يقول خرجت من المسجد بعد طلوع الشمس في رمضان وشاهدت سيارة متوقفة عند برادة الماء في نهاية الطريق وإذا بأحد العمال ينزل من السيارة ويشرب من البرادة فاتجهت نحوهم ، فلما إقتربت منهم، إنطلقوا بالسيارة مسرعين ، يقول فوقفت في وسط الطريق خلف السيارة أنظر اليها ورفعت يدي الى السماء وقلت حسبي الله ونعم الوكيل ، يقول وذهبت الى المنزل وأنا أشعر بالأسف على جرأتهم بالمجاهرة في الإفطار في رمضان في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول، وعند خروجي من صلاة العصر ،قابلني حارس في إحدى الإستراحات القريبة من المسجد ، فقال إن العمال الذين هربوا عندما ذهبت اليهم ، قد حصل لهم حادث بعد خروجهم من الحي مباشرة وقد حدثت لهم كسور وإصابات ونقلوا إلى المستشفى ، يقول ، فقلت في نفسي إنها حسبي الله ونعم الوكيل .
نعم إنها حسبي الله ونعم الوكيل السلاح الفتاك على جميع أهل الظلم والعناد والفساد ، من قالها مظلوماً مخلصاً فقد رفع الأمر من الأرض الى السماء ، فلا يلتفت بعدها الى أحد فإن الله سبحانه وتعالى ناصره ومنتقم من الظالمين ولو بعد حين.
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم حين أُلقِي في النار، وقالها محمدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران ).
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كان آخرُ قول إبراهيم حين أُلقِي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل))، رواه البخاري .
حسبنا الله ونعم الوكيل ، على كل من ظلم المسلمين وطغى وبغى عليهم ، حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يريد في بلادنا شراً وضراً وفتنة وفي جميع بلاد المسلمين . اللهم آمين .
المهندس منصور محمد المحمدي
( ضمن توثيق القصص والموروث والتراث في المدينة المنورة وما حولها )