فخامة القائد / قذيروس الأعظم حاكم كوكب نتّون
يسعدنى أن أقدم اليكم تقرير عن مهمتى بدراسة كوكب الأرض من حيث صلاحيته لمعيشة سكان كوكبنا والاختلاط مع كائناته.
لم تكن مهمتنا سهله أبدا ففى بداية الأمر نزلت وفريقى فى مكان يطلقون عليه " ألمانيا " فصدمتنا نظافة الشوارع والأرضيين وأصابنا الهلع من سلوكياتهم التى لا تمت لسلوكياتنا المحببة بصلة.
ورغم أن فريقي من المحترفين إلا أن معظمهم انهار تماما من فرط النظافة ونقاء الجو وكاد يفقد حفاظه على مظهره الأرضى لولا أن هدأتهم بأقراص انتى بيوتفل 1000 ملجم.
انتقلنا بعدها للبلدان الأخرى وعبرنا الأنهار والمحيطات فوجدنا نفس النظافة الخانقة والاحترام المستفز ، وأخيرا وبعد أن كاد اليأس يتملكنا وصلنا لبلد يطلقون عليه مصر ... لكم أتشوق لرؤية سعادة فخامتكم عندما ترى هذا البلد .. أنه كالحلم ، فأكوام القمامة تزين معظم شوارعهم وأحيانا يحرقونها فتعطر الأجواء بالسموم المبهجة ، أما المياة التى تتدفق عبر مواسيرهم فلن نحتاج لخلطها بالمواد الكريهة المكلفة مثلما نفعل فى كوكبنا فهى تتدفق مخلوطة بمياة الصرف الصحى مباشرة وتتم إضافة مواد أخرى مفيدة كل حين وأخر مثل الفوسفات والزيوت وغيرها ، أما عن المأكولات هنا فيكفى أن أحكى لفخامتكم قصة عضو فريقى" خريانى " الذي اشترى شطيرة لحم من أفخر المطاعم هنا وبتحليل مكوناته بالمحلل الأيونى البصري له وجده عبارة عن مزيج من لحم الكلاب والحمير الممتازة حتى أنه كاد يبكى وهو يأكله من فرط التلذذ ، كما أن بصره الخارق للجدران رأى العمال فى مطابخهم المليئة بالصراصير يعدون الشطائر بطرق شهية جدا حتى أن أحدهم كان يبصق فى الشطائر بلا توقف .
وكما كانت المؤشرات الأولية مبشرة كان لابد من التأكد من سلوكيات الكائنات الأرضية هنا ، وأبشركم بأننا تكيفنا بسهولة حتى أن كثير من أفراد البعثة أندمجوا بالفعل بالمجتمع وصاروا من المشاهير ولهم جمهور من المعجبين ويفضلون البقاء هنا عن العودة لكوكب نتّون.
بدأت بإرسال العضوة " حكاكة " لجولة تفقدية وبمجرد خروجها للشارع بدأت الذكور الأرضية فى التحرش بها جسديا مع الكثير من العبارات الغير مفهومة على غرار " مزة " و " وتكة " بل أن أحدهم نعتها ب " الصاروخ " ولا أدرى كيف تكون حكاكة صاروخا ولكنهم كانوا يمدحونها بهذة الكلمات وهى سعيدة بهذا حتى أنها فضلت البقاء على الأرض لحضور موسم يسمونه بالإنتخابات تقوم هى بالرقص أمام لجانه ويفعل بها الأرضيون الأفاعيل .
أما العضو " كرعون " فذهب لاستقلال إحدى مركباتهم التى يطلقون عليها ماكروباظ كان سائقه يرص الكائنات داخله أربعات على أرائك تسع ثلاثات فقط وعندما أعترض أحدهم تسمر كرعون دهشة من الصوت العذب الممدود الذي أخرجه السائق من حلقه والذى لم يتعد الحرف الواحد - تخيل !! - قبل أن يمطره السائق بوابل من الشتائم المشنفة للآذان لشجرة عائلته بالكامل .. أى روعة
يوجد أيضا هنا ما يسمى بالمحطات الفضائية وهذه يا سيدى أصبحت أسما على مسمي فهى تعج بالفضائيين من أفراد بعثتنا الآن ورغم عدم تمكنا بعد من تكوين الجمل مثلهم وتحليل أحوالهم -المعقدة جدا بالمناسبة- إلا أنهم يصدقوننا فى أى كلام نقوله .. ألم أقل لفخامتكم أنه بلد الأحلام.
فيما يخص النقود فهى ليست بمشكلة للفضائيين المشاهير فهم أصبحوا يمتلكون منها الكثير ، أما باقى الفضائيين الذين سيعيشون فى هذا البلد ويؤيدون نظامه لضمان استمرارية هذا الترف فسيحتاجون لأطنان من عملتهم المسماه "جنيه" وهى تعادل تقريبا ما يشتريه ال " اتفوه " الواحد عندنا ، استهلاكهم للعملة مسلي جدا وسيلبي حب مواطنينا للإنفاق فهم يأخذون من بعضهم ويدفعون لبعضهم طوال الوقت بلا أى خدمات حتى أن بعض العبارات يبيعونها !! فعبارة " كل سنة وانت طيب " تقدر هنا بما لا يقل عن جنيهين أما عبارة " حمدلله على السلامة " فلا تقل بأى حال عن عشرة جنيهات ، هذا باﻻضافة لخدمات النهب التى تقدمها شركات الإتصالات والنت وغيرها وغيرها مما لا يسع التقرير احتوائه.
أصدر الأمر أيها الحاكم قذيروس بالإنتقال لمصر وأدخل البهجه على سكان كوكبنا العظيم نتّون .
قائد البعثة
زفت الطين