بني..هكذا أردت أن أبدأ حديثي إليك من قلب يحمل وهج الحب لأبنائه، وتتقلص أمامه أيامه، والتي يتمنى أن يمدها بالعطاء، ويملأها بساعات الانطلاق.
بني "هذه جملة توصيات، ألونها بجمال أيامي التي أحببتها وكنت في مثل عمرك ، أزخرفها بلحظات قضيتها لأجلك ؛ أردتها وساماً أهديك إياه ، ليس للذكرى ؛ بل ليصحبك يوماً بعد يوم، وترني بها من نفسك خيراً فأحب أن أراك هكذا فأسعد".
بني... لا تنافس أحداً ، ونافس نفسك دائماً؛ لأنك إذا أخذت على عاتقك منافسة آخر غيرها فستبقى مرهون بقدراته، وعطاؤك مرتبط بعطائه، يتقدم بتقدمه ويتراجع بتخلفه، وقد لا تتجاوزه كثيراً لأن تفكيرك به سيسرق معظم الوقت الذي كان يجب أن تدخره لإنجازك وليس لمنافسته.
إبدأ الآن من حيث أنت لا تبدأ من الصفر أو حيث كان غيرك فإن كان خلفك فستهدر الوقت للعودة للخلف، وإن كان أمامك فستتعثر بما بقي في المنتصف بينكما، فأقنع بالدرجة التي تقف فوقها واصعد سلم الحياة درجة درجة وثق بنفسك،
بني "لا هم أعظم من إنارة طريق العباد للعباد فكن ذلك النور الذي ينبثق في طريق الآخرين فيرسم بشعاعه أهدافهم ينطلق بهم لمستقبل مليء بالحب والسلام لهم ولمن بعدهم".
بني "تميزك الذي أنشده أن تكون معول بناء للمباديء، ولسان ناطق بالعدل، ولترسم على شفتيك ابتسامة حب للفقراء والمساكين".
بني "احترم العقول ، والأفواه التي تنافح بالحق فترفض الخيانة، وتأبى الخضوع والذل؛ فهي جديرة بأن تنموا وأن تحظى بالاهتمام والعناية.
عليها ألا تقمع بالتخويف والترهيب، أو تنحرف بالترغيب عن وجهتها السليمة".
بني ألتمس فيك أملاً عشت معه أحمله إليك ليكتمل الحلم الجميل في ذهنك عَل أحدنا أو غيرنا يعيش حقيقته يوماً ما.
بني "حمل لنا النور المحمدي خلقاً كان القرآن، علينا أن نحافظ عليه، إرثاً مجيداً لا يندثر أبداً مهما عصفت به اقتصاديات جائرة، وأحزاب بغيضة اتخذت الهدم والقتل شعاراً لها".
بني "على نفسك أن تجد، وألا تتخاذل، وألا تتكاسل؛ فساعة الانطلاق عليها أن تبدأ فقط، ولا تتوقف بعدها مهما تباطأت، حتى يأذن الله لها بالتوقف" .